أغرق آلاف من مستعملي شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، صفحة الفيسبوك الرسمية لراشد الغنوشي (71 عاما) رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس، بتعاليق معادية حسبما لاحظت وكالة فرانس براس. وقالت صحيفة "تكيانو" الإلكرتونية التونسية المتخصصة في شؤون المعلومياتية وتكنولوجيات الاتصال إن "آلافا" من مستعملي الانترنت "قصفوا" منذ يوم الأحد صفحة الغنوشي بتعاليق تضمنت شتائم واتهامات لحركة النهضة ورئيسها ب"السرقة" ما دفع المشرفين على الصفحة إلى إغلاقها في مناسبتين، الأولى مساء الأحد والثانية صباح الاثنين قبل إعادة فتحها مجددا. وفي تصريح لوكالة فرانس براس نفى مسؤول بمكتب راشد الغنوشي إغلاق الصفحة لكنه أقر بأنها تتعرض ل"حملة" معادية من موالين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وانطلقت "الحملة" مساء الجمعة الماضي بعد ساعات قليلة من إعلان وزير المالية حسين الديماسي استقالته من مهامه احتجاجا على اعتزام الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، تقديم تعويضات لمساجين سياسيين سابقين شملهم العفو التشريعي العام الذي أقرته الدولة في 19 شباط/فبراير 2011. وقال الديماسي الجمعة في بيان استقالته إن التعويضات ستكبد الدولة "نفقات اضافية خانقة للمالية العمومية بالعلاقة مع العدد الضخم من المنتفعين والحجم المهول للتعويضات المنتظرة". وقدر الوزير المستقيل في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية السبت الماضي القيمة الجملية للتعويضات بحوالي مليار دينار تونسي (حوالي 500 مليون يورو) وعدد المستفيدين منها بنحو 12 ألف شخص أغلبهم من المنتمين لحركة النهضة. ومن المتوقع أن ينظر مجلس الوزراء التونسي يوم الثلاثاء في مشروع قانون يتعلق بالتعويض المادي للاشخاص المشمولين بالعفو التشريعي العام. في الأثناء دعا نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي التونسيين إلى الخروج في مظاهرات مناهضة للتعويض صباح الثلاثاء أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي. وتقول صحيفة "تكيانو" إن "قصف صفحات الفيسبوك" أصبح "شكلا من أشكال الاحتجاج السياسي" في تونس. وفي تموز/يوليو 2012 فاق عدد مستعملي الفيسبوك في تونس 3 ملايين و100 ألف شخص بحسب إحصائيات نشرها موقع "سوشال بايكرز" الذي يقيس شعبية شبكات التواصل الاجتماعي عبر العالم.