تونس - أ ف ب، رويترز - عاد أمس المعارض الاسلامي التونسي راشد الغنوشي الى بلاده بعدما امضى اكثر من عشرين سنة في المنفى خلال عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وكان في استقباله مئات من أنصاره المتحمسين. وفي حين لم يلاحظ اي انتشار لقوات الأمن، فإن عدداً من أنصار العلمانية حضروا الى المطار ورفعوا لافتات تنتقد التيار الإسلامي. وحطت الطائرة القادمة من لندن بعيد الظهر في مطار تونس الذي اكتظ بالمستقبلين. وكان مئات من اعضاء وانصار «حركة النهضة» الاسلامية التي يتزعمها الغنوشي ينتظرون امام بوابة خروج ركاب طائرة «بريتيش ايرويز». وغادر الغنوشي لندن صباحاً برفقة احدى بناته، وأعلن قبل رحيله انه «سعيد جداً»، وقال: «أعود اليوم الى بلادي وكذلك الى العالم العربي». وأضاف ان حركته تنوي المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، موضحاً أنه «اذا نظمت انتخابات حرة وعادلة فستشارك فيها النهضة. في الانتخابات التشريعية وليس في الانتخابات الرئاسية». وحول الوضع في تونس بعد سقوط بن علي، قال ان «الوضع ما زال ملتبساً. الحكومة الانتقالية تغير الوزراء كل يوم. الوضع ليس مستقراً وسلطاتها لم تحدد بوضوح. لا نعرف بوضوح كم من الوقت ستبقى». وأوضح ناطق باسم الزعيم الاسلامي ان الغنوشي يريد ان ينقل قيادة الحركة الى الشباب ويعود «رجلاً حراً». ويعود الغنوشي بموجب قانون عفو عام أصدرته الحكومة الانتقالية، وينتظر ان يصادق عليه البرلمان. ورداً على سؤال عن معلومات تحدثت عن احتمال استقباله بتظاهرات معادية لدى وصوله الى تونس، قال «إنها مخاوف نابعة من الجهل». وتابع ان النظام التونسي السابق حاوَلَ «تشويه صورة كل معارضيه ووصفهم بالإرهابيين». وأكد ان «الشريعة لا مكان لها في تونس». ورفعت متظاهرات شابات في المطار لافتات كتب عليها «لا للظلامية، نعم للحداثة»، و «من اجل جمهورية ديموقراطية علمانية». وقالت إحداهن وترتدي الحجاب، انها «ترفض رفضاً قاطعاً» عودة الغنوشي. وأضافت أن «عدداً كبيراً من الاشخاص اعتقلوا بسببه وحرم شبان من مستقبلهم. لا احد تسره عودته. لقد عاش بسلام في لندن بينما كان آخرون يدفعون ثمناً باهظاً في تونس». وكان الغنوشي (69 عاما) أسس في 1981 حركة النهضة مع مثقفين استوحوا مبادئه من «جماعة الإخوان المسلمين» المصرية. وهو يقول انه يمثل اليوم تياراً اسلامياً معتدلاً قريباً من «حزب العدالة والتنمية» التركي. وقد غض بن علي النظر عنه لدى وصوله الى السلطة في 1987، لكن الحركة قُمعت بعد انتخابات 1989 بعدما حصلت اللائحة التي تدعمها على اصوات 17 بالمئة من الناخبين. وغادر الغنوشي تونس حينذاك، منتقلاً الى الجزائر ومنها الى لندن. وفي 1992 حكم عليه غيابياً بالسجن مدى الحياة مع قياديين إسلاميين آخرين بتهمة التآمر ضد النظام.