التشدد في مكافحة المنشطات الذي أشار اليه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور جاك روغ مرات عدة قبيل انطلاق الدورة الأولمبية، تكشّف من خلال التدابير الدقيقة والوقائية التي أدت إلى إعلان أكثر من حالة أُبعد أصحابها عن المشاركة رسمياً. وكان روغ أكد في افتتاح أعمال الدورة ال124 للجنة التنفيذية الثلثاء الماضي في لندن أن «معركة مكافحة المنشطات والرهانات غير المشروعة أولويات مطلقة بالنسبة إلى اللجنة الدولية»، موضحاً: «سنزيد عدد الفحوص قبل الألعاب وبعدها من خلال تطبيق الفحوص الهادفة، وسنجري أيضاً فحصاً ثانياً أو مضاداً لعينات أخذت خلال دورات سابقة». وأعلن روغ عن إجراء 5 آلاف اختبار خلال الألعاب بحيث تطال نسبة 50 في المئة من المشاركين، بواقع الخمسة الأوائل في كل مسابقة إلى متباريين آخرين ينتقيان بالقرعة. وسيُحتفظ بعينات مدة 8 سنوات ما يعتبر سيفاً مسلطاً فوق رؤوس «المخالفين». والوتيرة التصاعدية للمكافحة جعلت الحالات الايجابية تتدنى من 30 حالة في دورة أثينا 2004 إلى 9 حالات في دورة بكين 2008. ومنذ 16 تموز (يوليو) الجاري أي مع بدء الفترة الأولمبية وحتى اختتام الألعاب في 12 آب (أغسطس) المقبل، تتولى اللجنة الدولية المسؤولية المباشرة عن إجراءات الاختبارات وإعلان الحالات الايجابية. وفي ضوء الحملة ذاتها التي كثفتها اللجنة الأولمبية الدولية في الأشهر الأخيرة بالتعاون مع الاتحادات الدولية واللجان الوطنية، استبعد 107 رياضيين كانوا مؤهلين للمشاركة في الأولمبياد. وتحلل 400 عينة يومياً في مختبر هارلو (شمال شرقي لندن). وهو «غرفة عمليات» تعمل 24 ساعة من خلال 3 فرق عمل تتناوب كل 8 ساعات. ويتعاون في هذا الإطار1100 شخص بين كشّاف ومكلّف بأخذ العينات ومسؤول وحدة أو محطة جمع ومراقبة. ويدير هذا المرفق الحيوي البروفيسور ديفيد كووان يعاونه خمسة مديري مختبرات من الخارج. وجهّز المرفق بأحدث ما توصلت اليه تقنيات الحرب على المنشطات. ويبدي باتريك شاماش رئيس الإدارة الطبية في اللجنة الأولمبية الدولية، ارتياحه للمجهود وطريقة العمل، فهي «الأفضل والأكثر كفاءة»، ويتابع: «نجري فحوصات لهورمونات النمو وعوامل أخرى مساعدة مثل IGF 1 والأنسولين والأنسجة العضلية. وستؤخذ 4 آلاف عينة بول وألف عينة دم إلى 700 اختبار ايبو. ولتعزيز الرصد الدقيق للحالات، ستؤخذ 1900 عينة قبل المسابقات و3100 عينة بعدها». وشكلّت اللجنة الدولية مجموعة عمل «تاسك فورس» تجتمع يومياً لأخذ القرارات والفصل في الأمور، وتضم ممثلين عن اللجنة الدولية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات والوكالة الإنكليزية، وباشرت عملها في 16 تموز. وهي تتبادل المعلومات مع جهات معينة وتنسّق مع مراكز الجمارك والشرطة. وتستفيد من قاعدة بيانات وفرتها ستة اتحادات تعتمد الجواز البيولوجي لرياضييها وهي اتحادات: ألعاب القوى، السباحة، الدراجات، التجديف، الخماسي الحديث والترياتلون. كما تتعاون مثلاً مع الوكالة الفرنسية لمكافحة المنشطات نظراً لوجود رياضيين كثر أنجزوا المرحلة الأخيرة من تحضيراتها للأولمبياد في فرنسا قبل حضورهم إلى لندن.