تشكل انتقالات اللاعبين المحليين الهاجس الجماهيري الأكبر طوال موسم الصيف، الذي تُشكل فيه هذه الصفقات محور الاهتمامات، وفي هذه الفترة تبدأ الإشاعات والأخبار في الانتشار في كل الاتجاهات، وتستحوذ على النصيب الأكبر من أحاديث الشارع الرياضي بين صفقات مهمة تنال الرضا الجماهيري، وأخرى لا تصل إلى سقف الطموحات، وسط تسريبات لا تلامس الحقيقة أحياناً، وأخرى صحيحة تتجلى على أرض الواقع بصور التوقيع وبث الخبر الرسمي لها. انطلقت حمى التعاقدات الموسم الحالي باكراً، إذ بدأها الأهلي مع إسدال ستار منافسات الموسم الماضي، بعد أن نجح في كسب خدمات مهاجم الهلال عيسى المحياني قبل نهاية عقده بشهرين، في الفترة الحرة التي كان اللاعب يملك حرية الانتقال خلالها، وهي الصفقة التي وجدت ترحيباً كبيراً في الأوساط «الخضراء» على عكس نظيرتها «الزرقاء»، ثاني أهم الصفقات المحلية تمثلت في نجاح الهلال أخيراً في انتداب ظهير القادسية ياسر الشهراني، بعد أن استمرت المفاوضات أكثر من عام، وسط اختلاف حاد في وجهات النظر حول القيمة المالة للصفقة، في ظل رفض القادسية التخلي عن اللاعب بالعرض المادي الذي قدمه المفاوض الهلالي، قبل أن تنتهي المفاوضات بانتقال اللاعب إلى العاصمة عن طريق الإعارة. ومع بداية الموسم الصيفي أعلن نادي الشباب عن كسبه خدمات قائد الاتفاق ومدافعه سياف البيشي، بعد أن استغنى عن مدافعه البرازيلي مارسيلو تفاريس على حساب زيادة محترفيه الأجانب في المراكز الهجومية، الصفقة التي تمت وسط سرية تامة لم تجد قبول مسيري نادي الاتفاق، إذ أجبروا اللاعب على استكمال الأشهر الثلاثة المتبقية في عقده، ما حرمه من مرافقة الشباب في معسكره الخارجي في بلجيكا. وبعد مرحلة هدوء إجبارية في فترة توقف الأندية عن الركض عادت أنباء الانتقالات لتصل إلى سقفها الأعل، بعد الأخبار المتواترة التي راجت حول عزم لاعب نادي الاتحاد عبده عطيف الانتقال للنصر، فعلى رغم نفي الاتحاد للخبر أكثر من مرة، إلا أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي خرج للتأكيد على أن فريقه نجح في كسب خدمات اللاعب بعقد يمتد لموسمين، من دون أن يصرح بالقيمة المالية، ليثير انتقال عطيف حفيظة الاتحاديين، خصوصاً مدرب «العميد» كانيدا الذي طالب إدارة ناديه بسرعة تعويض اللاعب بآخرين قادرين على خدمة الفريق في الموسم المقبل، قبل أن يهدد بالتقدم باستقالته. محاولات الخروج بموسم ناجح وتعويض إخفاقات الموسم الماضي، أو التخلص من اللاعبين بهدف منح آخرين فرص المشاركة، مثلت الأسباب الأبرز وراء انتقالات الموسم الحالي، يتجلى ذلك في عدد اللاعبين الذين منحتهم أنديتهم مخالصات مالية ليجدوا فرص المشاركة في أندية أخرى، أو من وجدوا الفرصة في الإعارات. محاولات الأندية لتغيير جلدها وإحلال الأسماء الجديدة وضحت في خطوات النادي الأهلي الذي عاش موسماً مميزاً، ما دفعه هذا العام إلى اعتماد خطة الإحلال التي بدأها الصيف الماضي على استحياء، فأسماء مثل صاحب العبدالله وعلاء ريشاني وحسن الراهب، غادرت الفريق الغربي بعد أن قضت مواسم مميزة معه، إذ أنهت الإدارة علاقتها بريشاني الذي أعارته الموسم الماضي للتعاون لينتقل للأخير بشكل نهائي، بينما سارع نجران إلى خطف العبدالله والراهب. على الجهة المقابلة، سلمت إدارة نادي الاتحاد لاعبها سلطان النمري، الذي برز قبل ثلاثة مواسم وأسهم في تحقيق الفريق لقب الدوري، مخالصة مالية انتقل بموجبها إلى نادي الفيصلي، وعلى الوزن ذاته جاءت انتقالات لاعبين عدة بحثاً عن فرصة لبداية جديدة.