انتزع «العميد» تعادلاً ثميناً من ريال مدريد وصيف بطل الدوري الإسباني لكرة القدم بهدف لكل منهما أول من أمس (الأحد) على استاد سانتياغو برنابيو في مدريد في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن النسخة الرابعة من كأس السلام الودية. وبدأ الاتحاد واثقاً من إمكاناته الفنية، وسيطر على معظم مجريات اللقاء، فعل لاعبوه كل شيء فلم يهددوا مرمى الفريق «الملكي» فحسب، بل قدّموا فواصل مهارية، وكرة قدم شاملة وحديثة، ما جعل متابعي الكرة الإسبانية يقفون في ذهول وهم يرون فريقهم يتراجع أمام السيطرة والتفوق الاتحادي تارة ومصفقين مع كل لمحة فنية للفريق الضيف تارة أخرى، وعلى رغم السيطرة الميدانية للفريق السعودي اقتنص اللاعب الإسباني راؤول هدف السبق (55)، ليتمكن المغربي هشام أبوشروان من رأسية إحراز التعادل (64). وأضاع الاتحاديون فرصاً ثمينة كادت أن تمنحه الفوز كان أبرزها لأبو شروان ومناف أبوشقير عندما واجها مرمى دوديك على التوالي (84 و 89)، فيما ذاد مبروك زايد عن مرماه كثيراً ليكون أحد نجوم اللقاء. وخصصت الصحف الإسبانية يوم أمس مساحات واسعة للحديث عن وقائع المباراة، وأفردت صحيفتا الماركا والآسي مساحات لتغطية الحدث في صفحاتها الأولى والداخلية، إذ كتبت الماركا عنواناً: «الاتحاد وريال مدريد 1-1 «مع صورة كبيرة للنجم راؤول، بينما كتبت الآسي عنواناً: «تعادل الاتحاد وريال مدريد... في غياب كاكا». من جانبه، عبّر المدير الفني لفريق الاتحاد غابريل كالديرون عن ارتياحه من خلال الصورة التي قدمها فريقه في مباراته ضد ريال مدريد، والنتيجة الرائعة التي خرج بها متعادلاً، مشيراً إلى أن هذا يأتي بسبب حماسة اللاعبين، إلا انه أقر بأنه سيطر بنسبة 40 في المئة. وعلى رغم من الصورة التي ظهر بها فريقه أمام ريال مدريد على أرض الأخير قال كالديرون: «ينبغي أن يكون الفريق حذّراً من أن تأثر هذه النتيجة في لاعبيه بسبب الزيادة في الثقة، إنها مباراة ودية، ونحن لم نفقد كأس السلام، ونحن نستحق الفوز على أية حال، ولكن أنا سعيد جداً بهؤلاء اللاعبين الذين كانوا متحمسين للعب ضد ريال مدريد». واستطرد: «أنه من الخطأ التفكير في الفوز في مثل هذه المباريات أمام الفرق الكبيرة، واعتقد أن خسارتنا لو حدثت ستكون عادية جداً، وأردنا أن نلعب طوال الوقت ونحتفظ بالكرة لأنك إذا فقدت الكرة أمام فريق مثل ريال مدريد فستخسر حتماً». وكانت صحيفة الأسى الإسبانية الصادرة من العاصمة مدريد أجرت لقاءً مع كالديرون الذي أكد أن ما يحدث في السعودية هو مثل ما يحدث في البرازيل، وهو الكشف عن المواهب الكروية في شوارع المملكة. و تحدث قائلاً: «الكرة السعودية لديها المال المتوفر لتطوير كرة القدم والقوانين لديهم تلزم الأندية بأربعة محترفين أجانب فقط، وهناك العديد من المواهب القادرة والراغبة في اللعب في أوروبا، واللاعب السعودي لديه المهارة والشجاعة والبراعة، لكنه يفتقد القوة الجسدية واللياقة البدنية، فهو يلعب ساعة فقط ثم يتوقف و لياقته تقل وتنهار بسبب عدم وجود الثقافة الكروية، إضافة إلى العادات الغذائية غير المناسبة، فالطعام في السعودية دسم و40 في المئة من الوفيات في هذا البلد من مشكلات القلب والأوعية الدموية بسبب الدهون الزائدة». وفي المقابل، عبّر المدير الفني لفريق ريال مدريد مانويل بلغريني عن عدم رضائه عما آلت إليه نتيجة المباراة التي خاضها فريقه أمام الإتحاد السعودي. وقال للموقع الرسمي للنادي ريال مدريد: «ما زلنا في التحضيرات لاستحقاقات الموسم المقبل، وكنت متأكداً من الاتحاد سيقدم مستويات فنية عالية، وكنت أعرف أيضاً أنهم متحمسون لتحقيق نتيجة إيجابية، ووضع بصمتهم كما فعلوا في مونديال اليابان 2005». وأضاف المدرب التشيلي بلغريني: «أن مدرب الاتحاد كالديرون يقدم عملاً جيداً مع الفريق، وأنا أحببت فريق الاتحاد بأكمله، واللاعبان رقم 9 ورقم 11 قاصداً نايف هزازي و هشام بوشروان، هما الأبرز في فريق الاتحاد، ولثنائي يحتاج إلى مزيد من الاختبارات من أجل معرفة قدرتهم على اللعب في الدوري الإسباني من عدمه». بينما أبدى اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو عن سعادته باللعب في ملعب سانتياغو برنابيو ومدرجاته الممتلئة. وقال: «كنا نريد الفوز، ولكن واجهنا فريقاً صعباً، لكن هذا ليس المهم لأننا مازلنا قبل بداية الموسم، نحن نفكر الآن في الوصول إلى التوليفة الممتازة، فنحن لم نلعب مع بعضنا أكثر من 17 يوماً، ويجب أن نعمل بجد واجتهاد قبل انطلاق الدوري». واستطرد قائلاً: «لاعبون عديدون انضموا للفريق، وبدأ كل منا يفهم طريقة لعب الآخر. أنا سعيد بمباراتي الأولى في ملعب برنابيو الذي كان ممتلئاً وقد استمتعت كثيراً».