تسعى جمعية القطيف الخيرية، إلى تخليد «حمام أبو لوزة»، الذي ينبع من واحدة من أشهر عيون المياه التراثية فيها، عبر إطلاق اسمه على مهرجانها الرمضاني، الذي انطلق في السابق من شهر رمضان الجاري، ويتضمن 82 فعالية. وأنشأت الجمعية مساحة مزروعة، ضمن أرض المهرجان، إضافة إلى حفر مجرى للماء، في إشارة إلى عيون المياه، التي كانت تشتهر بها القطيف، قبل أن تجف قبل نحو عقدين. وقال رئيس جمعية القطيف الخيرية وجيه آل رمضان: «نتطلع إلى إضفاء أجواء المتعة والفرح على زوار المهرجان كافة، وأن نلبي تطلعات الجميع، من خلال تسخير الإمكانات كافة»، مضيفاً «حرصنا على التنوع في أركان المهرجان، بداية من مشاهدة الصور التي التقطت بعدسة المبدعين من الشبان والفتيات، وكذلك معرض الرسم الرقمي، والأركان التراثية للتعرف من خلالها على الحرفيين والأسر المُنتجة». ومن أبرز الأركان؛ الركن البيئي، الذي تمثل بوجود مجسم حمّام أبو لوزة، أحد معالم القطيف، وتعانقه النخيل والمسطحات الخضراء، مروراً بركن المعرفة والمرسم الحر، وركن «حياة إنسان»، وجمعية السرطان السعودية، وركن التحسين الزراعي في القطيف، إضافة إلى الفعاليات التي ستقام على المسرح الداخلي في مقر الجمعية». وشارك في المهرجان 15 حرفياً، يعرضون عدداً من الأعمال اليدوية التراثية. وأكثر ما يلفت انتباه زوار المهرجان الحرفي حسين آل دهيم، الذي استطاع كتابة الآيات القرآنية بحبات الخرز، وبدأ هوايته قبل 34 سنة. ويقول حسين: «أعتبر كتابة الآيات بالخرز هواية، قمت بتطويرها مع الزمن حتى بت أكثر سرعة»، مبيناً أن «الكتابة بالخرز الصغير جداً، كالذي استخدمه، بحاجة إلى الدقة، وبت الآن أكثر سرعة من ذي قبل». وشارك حسين في مهرجانات عدة على مستوى المملكة. ووجهت له دعوة لحضور مهرجانات في الصين، وكورية. بعد أن شاهد وفود من الدولتين أعماله في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية. فيما شارك في مهرجانات أقيمت في كل من تركيا، ومصر وإيران. ومن أبرز أعماله «آية النور»، التي استغرق في العمل عليها 15 شهراً. واستهلك فيها 30 ألف حبة خرز. وحضرت شباك الصيد في المهرجان، على يد أبي علي، الذي امتهن حياكتها منذ أكثر من 30 سنة. ويقول: «في السابق كانت مبيعاتي من الشباك أكثر. إلا أن البحارة الحاليين، وهواة الصيد يرغبون في الإنتاج المحلي، أكثر من المستورد المتواجد في الأسواق. ويؤكدون بأنه أكثر تحملاً». فيما اعتادت يدا مهدي نصيف، منذ 55 سنة، على العمل في أعواد الشجر، التي يصنع منها أواني حفظ الطعام. ويذكر مهدي، أن هذه المهنة «متوارثة. وأرى إقبالا كبيراً من الجيل الحالي على شراء كل ما يمت للتراث في صلة». وحول الأسعار يقول: «يرى الكثير منهم أن أسعار السلع اليدوية التراثية مقبولة. فما نستخدمه من مواد يستغرق الكثير من الوقت والجهد، لجمع الأغصان، ونقعها في الماء، حتى تجف، ومن ثم تلوينها». ويلقى «المنز»، وهو الاسم القديم لسرير المواليد، رواجاً كبيراً، بحسب سعيد خضر، الذي امتهن صناعة أسرة المواليد وأقفاص الطيور، وأنواعاً معينه من ديكورات المنزل. ويقول: «يلفت انتباه الجيل الجديد الأعمال اليدوية القديمة. وأنا لا استهلك وقتاً طويلاً في إنهاء العمل على سرير الأطفال، وينتهي الكبير حجماً خلال ساعتين». فيما سجلت القهوة الشعبية حضوراً كبيراً في مهرجان جمعية القطيف، الذي يستمر لمدة 10 أيام، إضافة إلى وجود الخباز، واللحام، والأعمال اليدوية بسعف النخيل، والنحت على الخشب. وبلغ عدد الزوار خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، 1500 زائر.