طلبت المعارضة السورية من حلفائها في الخارج إمداد «الجيش السوري الحر» بالأسلحة الثقيلة لمواجهة «آلة القتل»، في إشارة الى قوات النظام السوري، وقالت المعارضة إنها ستبدأ قريباً محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية لتحل محل النظام الحالي. وقال عبد الباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني السوري» في مؤتمر صحافي أمس في ابو ظبى التي يزورها «الدعم الذي نريده هنا هو الدعم النوعي للثوار. نريد سلاحاً نستطيع به إيقاف الدبابات والطائرات. هذا هو ما نريد». وقال سيدا إن إمدادات الأسلحة ستجعل السوريين قادرين على الدفاع عن أنفسهم في مواجهة «آلة القتل» التابعة للنظام. وأعلن أن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية. وأضاف أن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالنظام وإجراء انتخابات ديموقراطية. وأضاف سيدا أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة لكنها قد تضم ايضاً بعض أعضاء الحكومة السورية الحالية. كما قال سيدا لقناة «سكاي نيوز العربية» التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها «من دون شك هذه الحكومة لا بد أن... تشهد النور قبل مرحلة السقوط في سبيل أن تطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة». ومضى يقول «هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى... حينئذ أيضاً سنتشاور مع مختلف الفصائل... لا بد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء طبعاً مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى». وواجه المجلس الوطني في بعض الأحيان صعوبة كبيرة في التغلب على الانقسامات الداخلية واتهم منتقدون المجلس الذي يتخذ من اسطنبول مقراً بأنه «منفصل عن الواقع» وبأن تركيا تؤثر عليه أكثر مما ينبغي وانه لا يمثل المعارضة بشكل كامل. ولم يحدد سيدا على وجه الدقة - في زيارة لأبو ظبي لمقابلة مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة - موعد تشكيل الحكومة الانتقالية وصرح في مؤتمر صحافي صباح امس بأنه بحث الفكرة مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات. وقال سيدا إنه رحب بانشقاق العميد مناف طلاس لكنه قال إن طلاس لا يمكن ان يشارك في المراحل الأولى من تنظيم حكومة انتقالية. وأضاف: «الحوار والتنسيق يجب أن يكونا أولاً مع الفصائل الموجودة فعلياً على الأرض مع الجيش الحر والحراك الثوري... وفي ظل هذا السياق إذا كان هناك أدوار لأشخاص انشقوا ومن ضمنهم طلاس يمكن أن يكون ولكن بشرط توافق السوريين». واستبعد سيدا احتمال أن يصبح طلاس رئيساً للحكومة الانتقالية قائلاً «يجب أن تقود هذه الحكومة شخصية وطنية نزيهة توافقية ملتزمة بأهداف الثورة منذ بدايتها». وأوضح سيدا ان المعارضة السورية تحتاج الى ما لا يقل عن 145 مليون دولار شهرياً لتلبية حاجاتها الاساسية علماً أنها لم تتلق سوى 15 مليون دولار في الاشهر الاخيرة، شاكراً للسعودية تمكنها من جمع 72 مليون دولار في خمسة ايام في اطار حملة لجمع التبرعات «لنصرة الشعب السوري». ورفض سيدا تسوية للازمة السورية وفق النموذج اليمني الذي قضى بمنح عفو للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد تنحيه تحت وطأة ثورة شعبية استمرت عاماً. واعتبر ان «التجربة اليمنية لا تطبق على سورية»، مضيفاً «هناك مجازر، بالنسبة لنا بشار الاسد يجب ان يحاكم... لا يمكن ان يؤمن له ملاذ آمن».