أكد تجار أن عشرات السعوديين أصبحوا يشترون اللحوم من البحرين، لانخفاض سعرها بسبب الدعم الذي تقدمه الحكومة البحرينية لقطاع اللحوم، مشيرين إلى أن سعر اللحوم المبردة والطازجة «أسترالي» و«باكستاني» تبلغ 9 ريالات للكيلوغرام، بينما يبلغ سعر لحم البقر 11 ريالاً فقط، ما شجعهم على شرائها، بينما يبلغ سعرها في المملكة بين 20 إلى 35 ريالاً للكيلوغرام. وأوضحوا أن أسعار المواشي العربية في البحرين مقاربة للأسعار في السعودية، لذلك لا يقوم أحد بشرائها من هناك، مضيفين بأن الجمارك السعودية لا تسمح بدخول اللحوم، إلا أنه يتم شراؤه بكميات محدودة، وفي حال العثور على اللحوم تقوم الجمارك بالطلب من المسافر بإعادتها إلى البحرين، مبينين أن اللحوم تخضع لإجراءات خاصة في جميع المنافذ الحدودية في المملكة. وأوضح عبد المنعم الخاتم (تاجر جملة)، أن الكثيرين أصبحوا يشترون لحوماً مبردة أو مذبوحة من البحرين لفارق السعر الكبير بين المملكة والبحرين، كما أن الكثير من السلع الأخرى يتم شراؤها من هناك، خصوصاً المنتجات الشعبية مثل الحلوى والبهارات وأنواع متعددة من مياه العطارة (ماء الورد وماء الزهر وماء اللقاح وغيرها)، وقسم منها يعتمد على ما يتم استيراده من البحرين. وأضاف أن آلاف البحرينين في المقابل، يأتون للتبضع من المملكة في مختلف أنواع السلع، مؤكداً أن هذا الأمر طبيعي ويحصل في جميع الدول العالم التي تتقارب فيها المدن عند الحدود، إذ يعمد المسافرون إلى شراء سلع مرتفعة السعر أو غير متوافرة في بلدهم من البلد المجاور. من جانبه، أشار أحمد الحميد (تاجر لحوم بحريني) ل«الحياة»، إلى أن شراء السعوديين للحوم لا يُعتبر ظاهرة، وأنه لا يزال في الحدود الطبيعية جداً، مبيناً أن اللحوم في البحرين مدعومة من الحكومة، وبلغ حجم الدعم الحكومي لها خلال العام الحالي نحو 50 مليون دينار (500 مليون ريال)، لذلك تعتبر اللحوم في البحرين الأقل مقارنة بدول المنطقة، وتسعى الحكومة خلال شهر رمضان إلى توافر كميات كبيرة في الأسواق، سواء المستوردة من أستراليا أم المبردة المستوردة عن طريق الجو من أستراليا وباكستان. وأوضح أن شركة البحرين للمواشي التي تتولى عملية الاستيراد، أعلنت أن شحنات يصل مجموعها إلى 62 ألف رأس من الأغنام الأسترالية الحية، تم استيرادها قبل رمضان المبارك، كما ستصل شحنات أخرى خلال رمضان حوالى40 ألف رأس من الأغنام الأسترالية استعداداً للعيد، مشيراً إلى توافر كميات أخرى من اللحوم المبردة الأسترالية والباكستانية، تصل إلى 1500 رأس بشكل يومي لتغطية أي نقص، متوقعاً أن يصل استهلاك البحرين من اللحوم خلال رمضان إلى نحو 120 ألف رأس، إضافة إلى لحوم الأبقار التي يتوقع أن يصل حجم استهلاكها في رمضان إلى 3500 رأس. وأضاف: أن السعوديين الذين يشترون لحوماً مدعومة قليلون، كما أن الكميات التي يشترونها محدودة جداً، ما يدل على أنها لاستهلاكهم اليومي، وليس لبيعها أو الاتجار بها في السعودية، لأن النظام يمنع ذلك.من جانبه، أوضح عبدالله مخلف أنه يشتري اللحم منذ سنوات من البحرين، مشيراً إلى أنه يشتري حاجته من اللحم في معدل 15 كيلوغرام شهرياً، وهي تكفي أسرته لأكثر من شهر، مضيفاً أنه يلجأ إلى هذا الأمر بسبب دخله المنخفض، فهو يوفر نحو 300 ريال شهرياً، ما يجعل الأمر بالنسبة إليه مجدياً. مؤكداً أن العشرات من السعوديين يقومون بشراء حاجتهم من اللحوم من البحرين. وذكر أنه يشتري إضافة إلى اللحوم بعض المنتجات، التي تكون فيها الأسعار منخفضة وبفارق كبير كمواد العطارة وبعض الحلويات، مضيفاً أن الكثيرين ممن يشترون اللحوم من البحرين لا يعودن إليها مرة أخرى، بسبب أنهم كانوا يتوقعون مشابهتها للحوم الأغنام العربية التي يفضلها السعوديين. مبيناً أن «الأمر يتكرر مع المسافرين إلى الأردن وسورية، إذ يقومون بشراء اللحوم ومنتجات الزيتون والأجبان، وهو أمر طبيعي، ويقوم به أصحاب الدخول المحدودة أو المتوسطة، كما أنه يحدث للبعض عندما يشترون الملابس والأحذية والحقائب من الدول التي يسافرون إليها».