«إذا دخلت سوق الإبل بوادي الدواسر تظن للوهلة الأولى بأنك في السودان» هذه إحدى إجابات المتضررين من سيطرة العمالة السودانية على السوق، خصوصاً الرشايدة نظراً لتخصصهم بتربية الإبل، فتجدهم يبيعون ويشترون ويحملون الإبل في دقائق، ولا يقتصر دورهم على ذلك، إذ يقدم معظمهم خدمات لمرتادي السوق مثل علاج الإبل وكيها ووسمها، إضافة إلى أنهم يقومون بعمليات للإبل داخل الأحواش مثل عملية تضيير الإبل لدر اللبن، وفي غالبية الأحيان يشترون مثل هذه الإبل بثمن رخيص وبعد نجاح العملية يبيعونها بأسعار عالية. يقول أحد مرتادي السوق: «يعيش هؤلاء العمالة في عشش تمتد على طول السوق، تسكن فيها عمالة بعضهم يحمل إقامات نظامية والبعض مخالف، تشوه منظر السوق وتسيطر على النقل من وإلى السوق، خصوصاً أن بعضهم يملك سيارات «الدينا» المجهزة برافعات لتحميل الإبل، ما فوت على سائقي «الدينات» من السعوديين الدخول لهذه المهنة أو الاستمرار بها، مشيراً إلى أن هذه العمالة احتكرت السوق، فالتاجر والعامل وسائق الدينا كلهم سودانيون. أما عمر الحاج (سوداني) فيقول: «إننا نعمل هنا منذ سنوات ونسكن في هذه العشش الموجودة بالسوق، ونعتبر هذا السوق ملتقى لرفقائنا من الجنسية السودانية، ونمارس فيه عملنا من دون مضايقة من الجنسيات الأخرى، إذ إن تربية ورعاية الإبل ومعرفة أسلوب التعامل معها يقتصر علينا، لافتاً إلى أن قبائل الرشايدة بالسودان معروفون بذلك، ما جعل الزبون يفضل التعامل معهم، وزاد من الطلب على الخدمات التي نقدمها لملاك وأصحاب الإبل. وعن مدى نظامية عملهم بالسوق، ذكر أن السوق سوق بادية والمحال أحواش والمساكن عشش لا يوجد لها تراخيص، ومشاكلنا قليلة والحملات الرسمية قليلة المرور علينا وبعضنا نظامي والبعض الآخر غير ذلك. حمود فهد الجنبان يقول: «إن الزائر لسوق الإبل بوادي الدواسر يعتقد للوهلة الأولى أنه إحدى أسواق السودان من كثرة العمالة السودانية بالسوق التي تسيطر على غالبية أنشطتها، وعلى رغم أنهم مسالمون إلا أننا نجد منهم مزاحمة ومضايقة»، مشيراً إلى أنه يأمل من الجهات المختصة كالبلدية والجوازات عمل زيارات تفتيشية مستمرة للقضاء على المخالفات الموجودة بالسوق، فالبعض متخلفون والبعض يعمل لدى غير كفيله، إضافة إلى كون العشش غير ملائمة وتشكل خطراً. وأضاف أن كثيراً منهم ارتكب قضايا ضد ضعاف النفوس من السعوديين الذين يولونهم على الأموال الكبيرة، ثم يسلمون أنفسهم إلى الترحيل ويذهبون إلى بلدهم، كما عملوا بجوار سوق الإبل سوق غنم يستقبل المسروقات من الأغنام، إذ يشترونها بأسعار زهيدة ثم يبيعونها في أي وقت يرونه مناسباً. بدورها، اتصلت «الحياة» بمدير الخدمات ببلدية وادي الدواسر فهد العثمان، الذي أوضح أن اختصاص البلدية التنظيم، وهناك لجنة مشكلة يرأسها مكتب العمل والعمال، ويوجد مندوب من البلدية معها، هي المسؤولة عن السعودة والمشكلات القائمة. في المقابل، ذكر مدير مكتب العمل والعمال في المحافظة مناحي القحطاني أن خصوصية اللجنة المشكلة هو ضبط البيع داخل السوق، أما تنظيم السوق ووقف البيع العشوائي خارج السوق فمن مهمة البلدية، ليبقى تساؤل الناس حائراً عمن يوقف المشكلات المستمرة في تلك السوق.