في شمال غربي سورية، وجدت الحركة المسلحة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد حلفاء متحمسين للقتال إلى جانبها، هم إسلاميون قدموا من دول عدة عربية وأجنبية للانضمام إلى المعركة. في باب الهوى، المعبر الحدودي مع تركيا الذي سيطر عليه الأسبوع الماضي الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش النظامي ومقاتلين مدنيين، يمكن رؤية عشرات المقاتلين الذين يقولون انهم يأتون من دول عربية أو إسلامية عدة.ويصعب تحديد عدد المقاتلين الإسلاميين الأجانب على الأراضي السورية، في وقت لا يقر المقاتلون المعارضون بدور لهؤلاء في المعركة. وعلى مقربة من الحدود، في قرية سورية قريبة من حلب، شاهد صحافيون من فرانس برس مجموعة من الإسلاميين الأجانب المتمركزين في مبنى إداري استولى عليه المعارضون. وبين هؤلاء تركي وأوكراني واثنان أو اكثر من جمهورية الشيشان وباكستانيون، إلى جانب المقاتلين السوريين. وبدا هؤلاء منظمين، وشوهدوا يتدربون في ملعب لكرة القدم قريب من مركزهم على الجري والرمي من أسلحتهم الخفيفة. ويقول مقاتل في محافظة حماة (وسط) يقدم نفسه باسم أبو عمار انه يقود مجموعة من 1200 عنصر «لن نسمح بتاتاً بأن يكون هناك موطئ قدم للقاعدة هنا. الثورة للسوريين فقط». إلا أن هذا لا يمنع وجود إسلاميين يؤكد بعضهم انه تجاوب مع دعوات إلى الجهاد تنشر على مواقع على شبكة الإنترنت. وبين هذه الدعوات، بيان صادر عن «القيادة العسكرية لجماعة راية الحق والجهاد في العراق» ومنشور على موقع «شبكة الجهاد العالمي» يدعو إلى «فتح باب التطوع للجهاد في سورية». على موقع «منتديات شبكة حنين»، يكتب «أمير المؤمنين» أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي «للمجاهدين في بلاد الشام» ليحثهم على المضي في «ثورتهم»، «امضوا بارك الله فيكم، وإياكم أن ترضوا بحكم أو دستور غير حكم الله وشريعته المطهرة». أما حركة «فتح الإسلام» التي كشف وجودها للمرة الأولى في لبنان العام 2007، فتتبنى هجوماً على سيارة عسكرية في محافظة حلب (شمال) في بلدة أعزاز. وقتل في نيسان (أبريل) الماضي زعيم فتح الإسلام عبد الغني جوهر خلال مشاركته في معارك في سورية. وكان مطلوباً بتهمة قتل جنود في الجيش اللبناني في عملية تفجير في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وتزداد الدعوات إلى المشاركة في القتال في سورية مع ارتفاع وتيرة العنف في البلاد. وفي هذا الإطار، كتبت «شبكة أنصار الشام» على الإنترنت «على العالم أن يعلم جيداً أن الوضع في سورية بدأ يستقطب شباناً عرباً تدب في انفسهم الحمية للدفاع عن الدماء والأعراض في سورية، وهم على أتم الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل دخول الأراضي السورية والالتحاق بالثوار والمجاهدين». وكتب منتدى حنين أيضاً أن «المئات من أبطال ليبيا يقاتلون النظام النصيري في سورية تحت إمرة لواء الأمة».