على رغم تطبيق بعض محال أدوات التجميل والملابس الداخلية قرار وزارة العمل في مرحلتيه الأولى التي تتضمن تأنيث محال الملابس، والثانية التي تشمل توظيف سعوديات في محال أدوات التجميل، إلا أن الكثير من المحال لا تزال قاصرة عن طموح بعض الموظفات والباحثات عن العمل من ناحية مقدار الراتب أو فترات الدوام أو توافر بعض الحاجات الضرورية داخل تلك المحال. وأشارت مجموعة من الموظفات (فضلن عدم ذكر أسمائهن) إلى أنهن يطالبن الشركات التي يعملن لديها بدوام مسائي وأبواب تغلق بالريموت كنترول وستارة وغرفة قياس ومصلى ورفوف مغلقة وإيداع الراتب في حينه، إذ إن معظمهن من المتزوجات ولديهن أطفال ومسؤوليات، ولفتن إلى أن دوام الفترة الصباحية غير مجد أصلاً، وأن إيرادات في الصباح لا تقارن بما يجنين خلال الفترة المسائية، إلا أن طلبهن قوبل بالرفض من مسؤولهن المباشر. وأضفن أنهن يشعرن بالإحراج عند إغلاق أبواب محالهن نظير اضطرارهن إلى الانحناء، لذلك يطالبن بأبواب تغلق بالريموت كنترول، إضافة إلى تغطية أبواب وجوانب المحال بالستائر، وتوفير غرفة للقياس والتجربة داخل المحل، مشيرات إلى افتقار محالهم التي تقع في الدور الأرضي إلى دورة مياه ومصلى، وهو ما يضطرهن إلى اقتطاع جزء من عملهن للذهاب إلى دورة المياه والمصلى العام في الدور العلوي الذي عادة ما يكون مزدحماً، وأنهن اضطررن إلى دفع «قطة» لتكليف أحد العمال بتنظيف المحل، وأن وضعهن الاقتصادي يتطلب تقدير الشركة لهن في إيداع الراتب في حينه. وعن أحد المواقف التي واجهتها بائعات أدوات التجميل عند خوضهم العمل للمرة الأولى، قالت إحداهن: «ازدحم المحل بالزبائن، ما بين بيع بالكاش وآخر عن طريق الشبكة، وإذا بإحدى الزبونات تحكي لنا قصة زواجها واحتفالها في الوقت الذي كنت أخصم قيمة الأدوات التي اشترتها من الشبكة، ليخبرني مديري المباشر في اليوم التالي أني بدلاً من أن أخصم على الزبونة 470 ريالاً قيمة شرائها، حسمت أربعة ريالات فقط، ولأن الزبونة زودتنا برقم جوالها قبل خروجها المحل، اضطررت إلى مهاتفتها وتوضيح الأمر لها، وهو ما دفعها ذلك دفع بقية المبلغ وتسليمه لنا، وتفاديت هذا الخطأ بطلب رقم جوال من يسحبن عبر الشبكة تحسباً لأية إشكالية». وحول حالات السرقة، قالت أخرى: «تفاجأنا في أول يوم دوام لنا، بدخول مجموعة من الفتيات مرة واحدة إلى المحل، وانتقال إحداهن إلى أحد الرفوف المكشوفة، ووضعها شيئاً في حقيبتها وارتباكها، وهو ما جعلنا نشك في نيتها ومراقبتها، وعندما التفتت إلينا وتساءلت عن سبب مراقبتنا لها ادعت بأنها وجدت مسحوق التجميل ملقى على الأرض فأرادت حمله وإعادة صفه في الرفوف، وبعد تهدئتها وحل المشكلة، وخروجها من المحل، اكتشفنا أنها عاودت لسرقته عن طريق إحدى أخواتها الصغار، وهو ما يدفعنا ذلك إلى مطالبة الشركة بإغلاق أرففها المكشوفة بقطع من الزجاج حماية للأدوات من السرقة». وذكرت بائعات أخريات لأدوات التجميل أن حسن تعامل مديرهن معهن وتشجيعه الدائم لهن، وتفوقهن في الأرباح على بقية فروع المحل في منطقة الرياض على رغم حداثة عملهن، أسهم في إقدامهن على العمل بحماسة، لافتات إلى أن راتب إحداهن 3500، وعملهن على فترتين صباحية ومسائية، والإجازات بالتناوب، أما تدريبهن فكان عن طريق مدير المحل لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، بتعلم التعامل مع الجهاز والشبكة وطريقة الحساب وكيفية التعامل مع الزبون، وكيفية ترتيب البضاعة وتنسيقها. وعن ردود فعل الزبائن ومدى تقبلهن الشراء من مثيلاتهن، أشرن إلى أن معظم الزبائن سعيدات بالتعامل معهن، بل إن كثيراً من العرائس ومن لديهن مناسبات يبادرن في أخذ آرائهن في كل مرة، وأنهن يطمحن في امتلاك محال يتكفلن بإدارتها بأنفسهن، مشيرات إلى أنه يظل هناك تساؤل مطروح بشكل دائم وهو: لماذا لم تؤنث المحال النسائية داخل الأسواق العادية (الشعبية) غير المغلقة، على رغم وجود إقبال كبير على العمل فيها؟ وهل سيؤمن لها حراس أمن؟ من جانبها، حاولت «الحياة» التواصل مع مكتب العمل في محافظة الخرج عبر الاتصال على كل تحويلاته، بدءاً من السكرتارية ومروراً بالشؤون الإدارية إلى مساعد مدير المكتب لساعات متواصلة، ولكن من دون أي جدوى.