شكلت محافظة الأنبار العراقية خلية أزمة لتنظيم دخول اللاجئين السوريين إلى منطقة القائم الحدودية، فيما أعلنت محافظة نينوى امس استقبال اول عائلة سورية نازحة. وقال قائمقام راوه عثمان تمير في بيان: «لاحظنا خلال ذهابنا إلى المنفذ الحدودي في منطقة القائم دخول ما يقارب 400 لاجئ سوري من دون تنظيم عملية الدخول بالصورة التي تيسر أمر هؤلاء اللاجئين». وأضاف إن « إن القانون الدولي يعرف اللجوء وكيفية التعامل معه أو الواجبات الملقاة على عاتق المجتمع الدولي»، مشيراً الى أن «اتباع الأسلوب العادي مع اللاجئين كأنهم مسافرون عاديون لا يجوز ولا يصح»، وزاد: « نقترح في بداية الأمر تسجيل أسماء اللاجئين في قوائم خاصة، ومن ثم التوجه المباشر إلى الباصات لنقلهم إلى معسكر اللاجئين»، مبدياً أمله بأن «تسير الأمور بصورة أحسن وأكثر مرونة»، داعياً المنظمات الإنسانية إلى «المساهمة في حل هذه الأزمة الإنسانية المهمة». واعلنت السلطات المحلية في محافظة نينوى ان منطقة ربيعة الحدودية المحاذية لمنفذ اليعربية السوري استقبلت امس اول عائلة سورية لجأت الى الأراضي العراقية وسيتم نقلها الى المكان المخصص للاجئين باشراف الهلال الاحمر. وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي في اتصال مع «الحياة» ان «الساعات المقبلة ستشهد افتتاح منفذ اليعربية بشكل رسمي بعدما أغلقته الحكومة السورية،» مشيراً الى وجود عدد من العائلات العراقية العالقة في هذا المعبر وهي تنتظر السماح لها بالدخول. وعن اللاجئيين السوريين قال النجيفي ان «المنافذ الحدودية بين محافظة نينوى وسورية مغلقة لكن المساعدات الإنسانية ستتوافر للاجئين السوريين الفارين من العنف في ديارهم». وأكدت وزارة الخارجية العراقية امس، أن العراقيين في سورية يتعرضون لأعمال عنف وعمليات ابتزاز من»عصابات إجرامية». وأضافت: «من خلال متابعة مجلس الوزراء لتطورات الأحداث الجارية في سورية وأوضاع الجالية العراقية المقيمة هناك تبين أن عدداً من المواطنين العراقيين يتعرضون لأعمال عنف وعمليات ابتزاز من عصابات إجرامية غير معروفة لدينا». وأعربت الوزارة عن أملها ب»إيجاد حل سلمي للأزمة وعدم التعرض للعراقيين كونهم ليسوا طرفاً في ما يجري وإنما هم ضيوف يقيمون في سورية بصورة موقتة ولا علاقة لهم لا من قريب أو بعيد بالأحداث الجارية أو انحيازهم إلى أي طرف». كما دعت الوزارة الجالية العراقية إلى «العودة الطوعية إلى الوطن نتيجة»، متعهدة «تأمين كافة الوسائل اللازمة لعودتهم». وكان رئيس الحكومة نوري المالكي دعا العراقيين في سورية للعودة إلى العراق، واعلن الصفح عن جميع الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا في سفك دماء الأبرياء، فيما شكل لجنة برئاسة وزير النقل هادي العامري لتسهيل عودتهم ووضع طائرته الخاصة بتصرف اللجنة.