قالت جمعية حقوقية سورية مستقلة إن ممارسات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف حلب شمال البلاد «نسخة» من ممارسات القوات النظامية السورية لجهة تعذيب المعتقلين وسبل الاعتقال والضغط على الاهالي ومعاقبتهم بسبب مواقفهم السياسية. وكان «داعش» هاجم في 13 الشهر الجاري نقاطاً للمعارضة في ريف حلب الشمالي، شملت اخترين وتركمان بارح الاستراتيجيتن بسبب موقعيهما على مفترق الطرق الرابطة بين القرى المحيطة والقريبة من معبر باب السلامة الحدودي، بعد خديعة تمثلت بحديث التنظيم ان حشوده التي تضمن اسلحة ثقيلة استولى عليها من العراق ترمي الى السيطرة على مطار كويرس العسكري. وأطلق على الحملة «غزوة الثأر للعفيفات» بعد اتهامه مناوئيه باغتصاب «زوجات وبنات» عناصره المهاجرين في هذه القرى من ريف حلب الشمالي في نهاية العام الماضي، عندما طرد على ايدي مقاتلي «الجبهة الاسلامية» من ريفي ادلب وحلب، وتضمن مقتل «حجي بكر» احد قيادييه في تل رفعت في ريف حلب. ووفق «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، فإن حملة التنظيم اسفرت عن سيطرته على 10 بلدات، هي: اخترين، تركمان بارح، المسعودية، الغوز، العزيزية، الحميدية، دويبق، ارشاف، دابق، احتيملات. ومقتل 42 شخصاً من المعارضة المسلحة. وزادت ان مقاتليه تسللوا الى بلدة تركمان بارح فجر الأربعاء وقتلوا أكثر من 20 مقاتلاً من فصيل «صقور الشام» بالتزامن مع تسلل «خليتين نائمتين» من بلدتي دابق واحتيملات باتجاه بلدة أخترين من جهة الغرب على طريق ارشاف، أدى ذلك إلى حصار قوات المعارضة المسلحة في بلدة أخترين، وتقدمت بشكل متزامن مجموعات تابعة لتنظيم «الدولة» من قرية غيطون التي يسيطر عليها التنظيم باتجاه قرية الغوز لتتمكن من قتل حوالى 6 مقاتلين من المعارضة فيها قبل أن تضطر إلى الانسحاب، في حين قتل 16 مقاتلاً آخرين في بلدة أخترين قبل أن يتمكن زملاؤهم من فك الحصار عن الكتيبة والانسحاب غرباً. وبعد استنفار مقاتلي فصائل المعارضة، جرى وقف تقدم «داعش» حيث جرت الاشتباكات في بلدة صوران القريبة من اعزاز قرب معبر باب السلامة الحدودي، ومارع ثاني أكبر بلدة في ريف حلب الشمالي، والتي تحظى برمزية عالية لدى المعارضة بسبب انتماء قائد «لواء التوحيد» السابق عبدالقادر الصالح إليها، والذي قُتل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأشارت «الشبكة السورية» إلى أن «داعش» ارتكب عدداً من الانتهاكات شملت «قصف البلدة بشكل كثيف واقتحام البلدة وعمليات الإعدام والاعتقال والنهب، حيث اعتقل في بلدة تركمان بارح ما لا يقل عن 50 شخصاً من هذين الحيين فقط، إضافة إلى ما لا يقل عن 60 شخصاً آخرين من مختلف أحياء البلدة، كانت الاعتقالات تتم بشكل رئيس بحق الشباب الذين لهم أخوة أو أقارب منتسبون إلى كتائب المعارضة المسلحة، كما شملت حملة الاعتقال عدداً من رجال العائلات النازحة في البلدة من محافظة حمص وأرياف إدلب خصوصاً منطقة معرة النعمان». وزادت: «بعد انتهاء حملة الاعتقالات، قام عناصر من التنظيم بإجبار أحد شبان البلدة بعد إلباسه قناعاً ليقوم بإرشادهم إلى بيوت أشخاص مطلوبين لديه (...) كما قام تنظيم الدولة بتوجيه إنذار إلى الأهالي بأن كل من لديه ولد أو زوج يعمل مع كتائب المعارضة المسلحة أو عسكري في جيش النظام فإن عليهم أن يقوموا بإخلاء منازلهم فوراً لأنهم سيقومون بالسيطرة عليها». كما لاحظ أهالٍ قيامه ب «سرقة السيارات ومنع أهالي البلدة من دفن جثامين مقاتلي المعارضة الذين قتلوا أثناء الاشتباكات معهم على أطراف البلدة، حيث أمروهم بترك تلك الجثامين تحت الشمس حتى تتفسخ وتملأ رائحتها الأرجاء كي يعرف كل من يفكر بقتال التنظيم ما هو المصير الذي سيحل به، كما أن معظم تلك الجثث قد فصلت رؤوسها». كما أشارت «الشبكة» إلى «إرهاب» عناصر التنظيم للأهالي حيث «يحكم التنظيم القرى والبلدات التي يسيطر عليها عبر قوانين مجحفة، حيث تعيش بلدة الراعي والقرى التابعة لها والقرى الواقعة شرق أخترين ( قبتان، العلا، اق برهان) وبلدة الزيادية وتل بطال وقعركلبين، وهي القرى التي سيطر عليها التنظيم في شباط (فبراير) الماضي تحت سطوة قوانين فظيعة، فقد منع الدخان بشكل مطلق، كما حظر على النساء الخروج من المنزل من دون وجود مرافق يحرم عليه الزواج منها، ومن دون تغطية وجهها بشكل كامل، مع ارتداء اللباس الأسود حصراً». وقال عدد من الأهالي ل «الشبكة السورية» إن تنظيم الدولة «يقوم كل أسبوع بتجميع كل من يخالف هذه القوانين في ساحة بلدة الراعي وفي قرية تل عار، ويقوم عناصر من التنظيم بجلدهم مابين 20 وحتى 40 جلدة أمام أعيننا حتى يكونوا عبرة لنا جميعاً».