انتشرت أخيراً بطاقات صرف آلي تقدم للمحتاجين، ولكن لاستخدامها في شراء المواد الغذائية أو الملابس فقط، وهذه الطريقة بحسب رأي مختصين تساعد في توزيع ومراقبة أموال المتبرعين بشكل دقيق، إضافة إلى مراعاة نفسية المحتاج وترك الحرية له ليختار ما يناسبه من غذاء ولباس. ويرى بعض المختصين أن الفقراء في أنحاء العالم يحتاجون إلى المساعدات العينية والمادية ليتجاوزوا محنتهم، وتقوم الحكومات والهيئات الإنسانية على تقديم المساعدات بأشكال مختلفة، البعض منها قد يكون لأسباب تجارية أو أمنية أو نفسية. هذه الفكرة لم تستخدم في المملكة إلا أخيراً، إذ كانت المساعدات تقدم للمحتاجين إما نقداً أو عن طريق التبرعات التي يقوم بها فاعلو الخير من مساعدات عينية مثل تقديم الملابس والمواد الغذائية مباشرة إلى الفقراء والمحتاجين أو إلى الجمعيات الخيرية، ما يتطلب جهداً مضاعفاً في تخزينها وتوزيعها. الأعمال المشابهة لهذه «البطاقة» على مستوى العالم أثبتت فعاليتها من نواح اجتماعية واقتصادية عدة. وعلى سبيل المثال لا الحصر برنامج المساعدات الذي يقدم في أميركا وترعاه الحكومة SNAPS وهو عبارة عن بطاقات تموين تصرف للفقراء يستطيعون من خلاله شراء ما يحتاجونه من الغذاء، وبذلك تستطيع الحكومة معرفة حاجات الفقراء ونوعية الغذاء التي لا بد من دعهما وتوفيرها لهم، كما يمكن معرفة الكميات التي يستهلكها كل فرد في الأسرة. وفي بريطانيا مشروع Voucher AID الذي يتيح للجميع المساهمة في المسؤولية الاجتماعية عبر شراء قسائم شراء للغذاء أو اللباس من أي بنك وتقدم للفقراء والمحتاجين، وبالتعاون مع كبرى محال التسوق في بريطانيا يستطيع الفقير أو المحتاج شراء ما يريده من دون الحاجة إلى إحراج نفسه، وهذه الطريقة كسابقتها تتيح للباحثين والشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية لمتابعة حاجات الفقراء الفعلية من خلال متابعة مشترياتهم، كما تقوي جانب المسؤولية الاجتماعية. وفي الجانب السعودي، تصرف مستحقات الضمان الاجتماعي عبر بطاقات الصرف الإلكتروني نقداً، ولكن الفرق أن البطاقات التموينية تحد من إهدار المال في ما لا يحتاجه الفقير، كما تلبي متطلبات الأسرة الأساسية، وغالباً ما تكون أسعار المحال المتعاونة لدعم هذه البطاقة في متناول اليد، سواء في الغذاء أو اللباس. وتعاون العديد من الأسواق الكبرى في المملكة على تقديم خدمة التموين الغذائي أو الكسوة يعد جزءاً من المسؤولية الاجتماعية. ومن الجهات الخيرية في المملكة التي تبنت هذه الطريقة العملية والحديثة جمعية إنسان لرعاية الأيتام، ولم تكتف بتقديم خدمة الغذاء والملبس عبر بطاقات الصرف الإلكتروني، وإنما قدمت مساعدات أخرى مثل تقديم هدايا النجاح والعيد، وهذا بحسب رأي علماء اجتماع يعزّز الاستقلالية والثقة بالنفس للأيتام، ويلغي الفروقات الاجتماعية والنظرة القاتمة لدى بعض أفراد المجتمع عن الفقر والفقراء.