نشهد ولله الحمد يوما بعد آخر نموا مضطردا وتوسعا مميزا في تأسيس وإيجاد المزيد من مشاريع الخير المتخصصة، وذلك من خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ولعل من آخرها ما سعدنا بالإعلان عنه أخيرا وهو (بنك الطعام) والذي يعتبر التجربة الأولى على مستوى العالم لتوفير الغذاء للأسر المحتاجة، وإيجاد فرص عمل لذوي الدخل المحدود، هذا المشروع وهذه الخطوة المباركة وهذا الإنجاز المهم يقف وراءه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والذي يقف خلف الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية، هذا البنك سوف يمارس نشاطه في الرياض تحت مظلة جمعية البر الخيرية في الرياض التي يرأس مجلس إدارتها سمو الأمير سلمان، وسيتم بمشيئة الله من خلال هذه البنك تقديم الغذاء للفقراء بطريقة علمية ومستدامة وتمكين مختلف شرائح المجتمع من الإسهام في دعم الفقراء والمحتاجين، حيث تم جمع الفائض من طعام الحفلات والمناسبات التي تقام في الأفراح أو الفنادق وإعادة تجهيزه وتغليفه بطرق صحية وتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في نفس اليوم كما سوف يستقبل هذا البنك تبرعات فاعلي الخير من خلال مشروع البنك بطرق متعددة منها شراء بطاقات إطعام الفقراء والمساكن بحيث يتم مقابل تلك البطاقات الحصول على المواد الغذائية من المحال والمراكز المعروفة في الرياض وإيصالها لتك الأسر من خلال جمعية البر في الرياض، وبذلك يبتعد عن النمطية والتقليدية ويحفظ كرامة المستحقين وما من شك في أن تأمين الطعام يأتي ضمن أولويات المحتاجين فالمحتاج قد يستغني عن اللباس والأدوات المنزلية والكماليات؛ لكنه بالتأكيد لن يستغني عن الطعام وسيكون هذا البنك نموذجا في منظومة العمل الخيري. وقد قرأت بأن هذا البنك لا يقتصر عمله على المفهوم الإغاثي فقط وإنما يتجاوز ذلك لتكون منظومة متكاملة من العمل الخيري الاجتماعي والتطوعي وسوف يسهم في تحفيز العمل التطوعي وبث روح التكافل في المجتمع وسوف يقوم البنك بتوعية الفقراء والمحتاجين فيما يخص السلامة الغذائية للتقليل من الأمراض المنقلة بالغذاء والمشاركة في دعم الفقراء والمحتاجين خلال الخبرات التي يتم اكتسابها في هذا للحد من انتقال الأمراض المنقولة بالغذاء والتسممات الغذائية. ما نأمله هو تعميم الفكرة على مستوى مناطق المملكة، وفتح فروع للبنك في كل منطقة للإسهام في تحسين مستوى معيشة الفرد بأسلوب عصري فريد. عبد العزيز بن صالح الدباسي بريدة (الشؤون الاجتماعية)