أجرى مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توماس دونيلون أمس محادثات في بكين مع الرئيس هو جينتاو وعدد من القادة الصينيين تركزت على استخدام الصين حق الفيتو مؤخراً ضد مشروع قرار في شأن سورية ما أغضب واشنطن. والتقى دونيلون، أول مستشار أمن قومي أميركي يزور الصين منذ ثماني سنوات، بمستشار الدولة الصيني داي بينغو، أحد المسؤولين عن السياسة الخارجية في الصين والذي قال إن بكين تعلق «أهمية كبرى» على هذه الزيارة. وقال داي لدونيلون في بداية الاجتماع: «إن زيارتك هذه المرة خاصة جداً ومهمة نظراً إلى توقيتها وإلى الخلفية وإلى المهمة التي تحملها معك». بدوره صرح دونيلون، الذي سيزور اليابان كذلك، أن الرئيس باراك أوباما أرسله في إطار «التفاعل والحوار المكثف» بين البلدين. وعلى رغم أن العلاقات بين البلدين في مجالي الاقتصاد والأعمال قد ازدهرت، فان العلاقات بينهما يسودها التوتر في شأن حقوق الإنسان وغيرها من القضايا. وتأتي هذه الزيارة بعد قيام بكين وموسكو بعرقلة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية، ما أثار استياء واشنطن. وهي المرة الثالثة التي تلجأ فيها روسيا والصين إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن للحؤول دون زيادة الضغط على النظام السوري. وانتقدت واشنطن الفيتو الصيني ووصفته بأنه «مؤسف للغاية». إلى ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ثغرات في الاستخبارات الأمنية أعاقت جهود واشنطن للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتكوين صورة واضحة عن قوى المعارضة داخل البلاد. وقالت الصحيفة استناداً إلى مقابلات مع مسؤولين في أجهزة استخبارات أميركية وأجنبية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية زادت من جهودها في الأشهر الأخيرة لجمع معلومات عن قوات المعارضة وعن نظام الأسد. إلا أن صعوبات القيام بعمليات استخباراتية اضطرت تلك الأجهزة إلى الاكتفاء برصد ومراقبة الاتصالات ومراقبة النزاع من بعد، بحسب الصحيفة. وبالمقارنة فقد لعبت وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية دوراً كبيراً في جمع الاستخبارات من داخل مصر وليبيا خلال الثورة التي شهدها هذان البلدان، بحسب الصحيفة. وفي ظل عدم وجود عناصر من ال «سي آي أي» على الأرض في سورية، ووجود عدد قليل منهم في مواقع حدودية رئيسية، فقد اعتمدت ال «سي آي أي» في شكل كبير على أجهزة الاستخبارات في دول الجوار مثل تركيا. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن نقص المعلومات الاستخباراتية تسبب في تعقيد جهود الإدارة الأميركية لتوجيه الأزمة السورية. وأكد المسؤولون للصحيفة أن قرار إغلاق السفارة الأميركية في دمشق في وقت سابق من هذا العام كان عاملاً رئيسياً في إعاقة قدرة الاستخبارات على العمل داخل سورية. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن الإدارة الأميركية تدرس استخدام سبل أخرى لزيادة دعمها للمعارضة السورية الذي يستثني إمدادها بأسلحة. وقالت الصحيفة إن الاستخبارات زودت المعارضة بأجهزة الاتصالات المشفرة التي تمكن الولاياتالمتحدة من مراقبة المحادثات التي تدور بين عناصر المعارضة السورية، وأن فريقا من نحو ستة من ضباط الاستخبارات يتواجدون على طول الحدود التركية السورية ويعملون على فحص سجلات قادة المعارضة وينسقون تدفق المعدات والامدادات الطبية للمعارضة. وقال مسؤولون ان الاستخبارات الاميركية لم تشارك في امداد المعارضة بالاسلحة، الا انها تبادلت المعلومات الاسخباراتية مع دول اقليمية تزود المعارضين بالاسلحة.