سيفرين أدولف ممثلة فرنسية ناشئة، قادمة من دنيا العلاقات العامة حيث عملت سنوات عدة لحساب مؤسسة كبيرة، قبل أن يصيبها فيروس التمثيل وتقرر مغادرة مهنتها والتفرغ للدراما والفكاهة والتمثيل الصامت (بانتومايم)، فصارت نجمة يلمع اسمها على لافتات دور العرض المسرحي والسينمائي، بحروف عريضة. وأول ما فعلته أدولف تأليف نص مسرحي كوميدي، يتعرض للوضع الذي تعيشه المرأة المطلقة إذا كانت أماً شابة ساعية لتكوين نفسها مرة جديدة على الصعيدين العاطفي والعائلي. وإثر الإنتهاء من الكتابة راحت أدولف تفتش عن منتِج ليتحول المشروع إلى واقع مسرحي يعرض على الخشبة. وهو ما حصل بالفعل، ولكن بعد عناء أكثر من سنتين متواصلتين، ليس لأن النص لم يعجب الذين اطلعوا عليه، ولكن لمجرد أن الفنانة الشابة لم تكن تتمتع بعد بشهرة كافية تسمح لاسمها بجذب الناس إلى قاعات المسارح. سمعة جيدة وفي أكثر من مرة، سمعت أدولف عبارات التشجيع من المنتجين، إلا أن هذه الكلمات كانت تخص مواظبتها على الكتابة وترك مهمة الأداء التمثيلي لنجمة ما. غير أن سيفرين أدولف إمرأة عنيدة تعرف ماذا تريد، أي التمثيل وليس الكتابة فحسب. واستناداً إلى هذا المنطق، رفضت كل العروض المطروحة أمامها وواصلت التفتيش إلى أن رحبت بها مديرة أحد المسارح الباريسية الصغيرة وتولت إنتاج العرض إضافة إلى تقديمه في صالتها. نجحت العروض في جذب الجمهور المعتاد التردد إلى هذه القاعة أولاً، نظراً إلى ثقته بمديرتها وبجودة العروض التي تقدمها. وبفضل السمعة الجيدة التي استحقتها المسرحية بدأت الجماهير تتهافت أسوة بأجهزة الإعلام التي راحت تكتب عن أدولف مادحة موهبتها الكتابية والتمثيلية. فاضطرت الفنانة للإنتقال إلى مسرح آخر أكبر يتسع لمزيد من المشاهدين. لكن، عدد هؤلاء استمر في الارتفاع، ما جعل أدولف تنتقل الى «كوميدي كونتريسكارب» الأكبر حجماً من المسرحين الأولين، لتعرض مسرحيتها طوال فصل الصيف الحالي. ولا عجب في أن يكون عمل سيفرين أدولف يحقق هذا النجاح، فهو يتجه إلى النساء والرجال عامة وإلى تصرفاتهم في الحياة اليومية تجاه غيرهم، مع التركيز على كل ما تتعرض له الأم الشابة المطلقة والتي تعجز بمنتهى البساطة عن جذب أي رجل إليها وبالتالي عن إعادة تكوين نفسها عائلياً وعاطفياً، لأن وجود طفلها يسبب ابتعاد جنس الذكور عنها كلياً. والموضوع في ذاته لا يتسم بالفكاهة، إلا أن أدولف فضلت تناوله على النمط الساخر، مضيئة بوضوح عبر الضحك على عيوبنا كبشر وعلى النظرة التي نلقيها على الآخر. ومن المواقف الشيقة في العرض، حين تطلب أدولف من أحد المتفرجين الصعود إلى جوارها على المسرح ومشاركتها ما أن تفعله الأم التي تعيش بلا زوج، كي تجمع بين متطلبات واجبها تجاه طفلها ومسؤولياتها المهنية والإهتمام ببيتها. فالمتفرّج المسكين عادة ما يسعى دون جدوى إلى النزول عن الخشبة، فيما تحمّله أدولف كيلوغرامات ثقيلة من البضائع التي تكون أحضرتها من السوبر ماركت. وفي ختام هذه الوصلة تطلب من جمهورها التصفيق الحاد لهذا المتفرج الشجاع. سيفرين أدولف ترفض الدخول في كثير من التفاصيل في شأن حياتها الخاصة. وتقول إن مسرحيتها التي أخرجها الفنان بابي المتخصص في المسرحيات الكوميدية، مستمدة من مواقف لاحظتها في المجتمع في شكل عام.