سيطرت على الممثل الكوميدي المصري أحمد نبيل ملكة التمثيل الصامت، محاكياً أداء شارلي شابلن. واستطاع أن يجعل لنفسه «كاركتيراً» درامياً لم يخل من التأثير الطاغي لشابلن. وهو يعترف بأن هذا الأسلوب ظهر بوضوح في أدواره السينمائية والمسرحية. بداية، تلقى نبيل أسس فن ال «بانتومايم» على يد مستشرق أميركي في الإسكندرية. ثم درس بجهده الذاتي نحو 10 سنوات، وفي العام 1972 حصل على منحة لدراسة تحريك الممثل على المسرح في عروض ال «بانتومايم» في روسيا. وهناك اكتشف أساتذته حرفيته العالية، فرشح لدراسة الإخراج وفاز مشروع تخرجه بالمركز الثالث بين طلاب من 40 دولة. وفور عودته إلى مصر، بدأ في تقديم عروضه التي يبتكر أفكارها ويخرجها، في حفلات على مسارح دار الأوبرا المصرية وفي مراكز ثقافية كثيرة كان بعضها مخصصاً لجمهور من الأطفال. وحققت تلك العروض نجاحاً وجماهيرية استمرت حتى الآن. وكان ذلك ملحوظاً في حفلة على المسرح الصغير في الأوبرا المصرية، إذ استمتع الجمهور بالعرض، خصوصاً الأولاد والبنات الذين التفوا حوله بعد الحفلة لتحيته والتقاط الصور. صعوبات كثيرة تواجه هذا الفن النادر، فالتلفزيون يعتبر ممثل ال «بانتومايم» مجرد «كومبارس صامت». بالتالي فإن أجره زهيد للغاية. ومعهد الفنون المسرحية تعتمد الدراسة فيه على مناهج نظرية إجمالاً، بينما ال «بانتومايم» يتطلب دراسة في مجالات كثيرة، منها علم النفس والتشريح لفهم حركة عضلات الوجة وفلسفة الكلمة التي لا تنطق والإحساس بها، وبالحركة التي هي أساس التواصل مع الجمهور حيث لا يوجد ديكور أو إكسسوار. كما تلعب الموسيقى دوراً في تحفيز مشاعر المتفرج تجاه العرض، حيث يشكل نبيل والحان هاني شنودة ورشة لوضع الموسيقى على الحركة، يتبادلان الأداء ويصلان إلى الصياغة الملائمة لطبيعة الفكرة والحركة. معظم الفقرات التي يقدمها نبيل تتضمن موسيقى في بدايتها ونهايتها، باستثناء دعاء السلام. فالموسيقى ملازمة للعرض كله، ونبيل الذي قدم عروضه على مسارح كبيرة في ألمانياوروسيا وإيطاليا، ويعد بين أفضل عشرين ممثل «بانتومايم» في العالم، يعود نجاحه إلى كونه يمتلك أسلوباً خاصاً في الحركة والإخراج، فضلاً عن موضوعاته التي تتسم بحس فكاهي. وال «بانتومايم» يراه نبيل لغة إنسانية للتواصل مثل الموسيقى، وهو أصعب أنواع الفنون والأساس المهني لكل ممثل. ويخشى نبيل على هذا الفن من الاختفاء، فالكثيرون ممن يتدربون تحت يديه لا يستمرون ولا يمتلكون الدأب على تطوير أنفسهم، وبدا الفنان المخضرم محتفظاً بلياقته وحضوره، على رغم سنه المتقدمة وعزلته عن الوسط الفني، محتفظاً بصداقة الفنان حسن يوسف الذي شاركه الكثير من الأفلام.