قضت المحكمة الابتدائية بمحافظة سيدي بوزيد الجمعة بسجن منوبية البوعزيزي والدة البائع المتجول ومفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي، أربعة أشهر مع وقف التنفيذ بعد ادانتها «بالاعتداء على موظف عمومي خلال مباشرته لعمله» و «النيل من الأخلاق الحميدة»، كما قال مصدر في وزراة العدل لوكالة «فرانس براس». وأوضح المصدر أن المحكمة أذنت باطلاق سراح منوبية (60 عاماً) التي تم اعتقالها في 13 تموز (يوليو) 2012 إثر مشادة كلامية مع قاض في بهو محكمة سيدي بوزيد (شمال غربي تونس)، بعدما أسقط القاضي الدعوى القضائية التي أقامها ضدها. وتوجهت منوبية يوم الحادثة إلى المحكمة لتوقيع وثائق تمكّنها من الحصول على تعويضات مادية أقرتها الحكومة لفائدة «عائلات شهداء الثورة» التونسية التي أطاحت في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفي 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 أحرق محمد البوعزيزي (26 عاماً) نفسه أمام المقر الرسمي لمحافظة سيدي بوزيد بعد أن رفض مسؤولون في المحافظة الاستماع إلى شكواه. وكان البوعزيزي يريد تقديم شكوى ضد مصالح الشرطة البلدية التي صادرت عربة الخضر والغلال التي يعيش منها بحجة أنه لا يملك «ترخيصاً» بلدياً للعمل كبائع متجول. وأججت وفاة البوعزيزي متأثراً بحروقه الثورة التونسية التي امتدت لاحقاً إلى عدد من دول ما يُعرف ب «الربيع العربي». على صعيد آخر (رويترز)، قال وزير السياحة التونسية أمس الجمعة إن عائدات القطاع نمت بحوالى 36 في المئة في النصف الأول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتؤكد تعافي صناعة السياحة من آثار الأزمة التي أعقبت الثورة التي أطاحت نظام بن علي العام الماضي. وقال الياس فخفاخ وزير السياحة التونسي في مؤتمر صحافي: «عائدات السياحة ارتفعت خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام بنسبة 36 في المئة لتبلغ 1.15 بليون دينار وهذا يدل على مكانة السوق التونسية». وخلال العام الماضي تراجع القطاع السياحي بتونس بشكل حاد وقل توافد السياح على تونس بعد اندلاع الثورة بسبب بعض المشاكل الأمنية والاجتماعية. وتراجع عدد السياح العام الماضي إلى حوالى خمسة ملايين سائح مقارنة بسبعة ملايين سائح في 2010. وتكافح الحكومة لإعادة القطاع الذي يعتبر ثاني أكبر القطاعات تشغيلاً لليد العامة بعد القطاع الزراعي، إلى نسقه العادي لرفع احتياطاتها من العملة الأجنبية ورفع نسق النمو الاقتصادي. وذكر الوزير أن عدد السياح ارتفع ايضاً خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 41 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتبلغ 2.5 مليون سائح. وأشار إلى استعادة نسق تدفق السياح من الوجهات الروسية والبريطانية والليبية والبلجيكية خلال هذه الفترة من هذا العام. وتهدف تونس إلى استقبال ستة ملايين سائح هذا العام. ويرى وزير السياحة أن هذا الهدف ممكن في ظل ارتفاع الحجوزات في الأشهر المقبلة.