هدد عمر ولد حماها، الرجل الثاني في جماعة «أنصار الدين»، إحدى الجماعات الإسلامية التي تسيطر بالكامل على شمال مالي منذ نهاية آذار (مارس) الماضي، ب «الانتقام» من الدول التي تفكر في التدخل لقتال الإسلاميين ومؤيديها، وبينها فرنسا. وقال ولد حماها المقرب من مختار بلمختار، أحد قادة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» المتمركز في شمال مالي: «نؤكد للعالم استعدادنا لمواجهة أي جيش، ونحذر سلفاً من أن كل الدول التي سترسل قوات ستواجه رداً لا يرحم من مئات الانتحاريين الذين ينتظرون الأوامر لشن عمليات استشهادية». واعتبر أن فرنسا «عاجزة عن التدخل ميدانياً، وتكتفي باستخدام دول أخرى»، في إشارة إلى دول مجموعة غرب أفريقيا التي أعلنت استعدادها لإرسال وحدة عسكرية من 3 آلاف جندي إلى شمال مالي، من دون أن تنال حتى الآن موافقة مجلس الأمن على التدخل. واستدرك: «لكن، إذا هوجمنا فإن فرنسا ستهاجم». ورحب الرجل الثاني في «أنصار الدين» برفض الجزائر التدخل عسكرياً في مالي، ووصف قرارها بأنه «حكيم، ويؤكد امتلاكها خبرة في هذه الشؤون، في وقت أفسد الغرب دولاً أخرى». في غضون ذلك، اعتبر مكتب الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الأميركية، في تحذير أصدره لمواطنيه من استهدافهم ب «أعمال إرهابية في أنحاء العالم»، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر المناطق التي لا يمكن التنبؤ بما يجري فيها، «خصوصاً بعد شن جماعات إرهابية وقراصنة هجمات في اليمن والجزائر وكينيا والصومال» (راجع ص 8). وأشار المكتب إلى أن «الاعتداءات ضد المصالح الأميركية في أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط قد تحصل بتكتيكات عدة، مثل العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والتفجير». وحدد الأماكن التي يمكن استهدافها بأنها المنشآت التي تستضيف أحداثاً رياضية بارزة، ومناطق سكنية ومكاتب أعمال وفنادق ونوادٍ ومطاعم ودور عبادة ومدارس وغيرها. وقبل أسبوع من انطلاق منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن، اتهمت الشرطة 4 أشخاص بينهم امرأة اعتقلوا مطلع الشهر الجاري بتحضير عمليات إرهابية. وأوضحت الشرطة أن ريتشارد دارت (29 سنة) وعمران محمود (21 سنة) وجهانغير الوم (26 سنة) تدربوا على الإرهاب في باكستان، ثم غادروها لتنفيذ أعمال إرهابية. أما روكسانا باغوم (22 سنة) فامتلكت وثائق يمكن استخدامها في عمل إرهابي. ويصنف الخطر الإرهابي في بريطانيا حالياً في مستوى الإنذار الثالث على سلم من خمس درجات. ونشرت السلطات جهازاً أمنياً غير مسبوق لحماية لألعاب الأولمبية التي ستفتتح في 28 الجاري، وجرت تعبئة أكثر من 40 ألف عنصر بدعم من جهاز استخبارات ضخم.