علمت «الحياة» من مصادر مسؤولة، أن الجهات الأمنية في السعودية تقود حراكاً واسعاً بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية في منطقة القصيم، بحثاً عن مبنى سكني تعود ملكيته إلى قريب والدة الطفلين القطريين «جاسم وريم» المفقودين، بعد تقديم السلطات القطرية معلومات، مفادها ملكية الرجل لعقار سكني في منطقة القصيم، وفي الوقت الذي لا تزال فيه عمليات البحث عن الطفلين مستمرة، كشفت التحريات عن الطفلة التي عثر عليها بجانب أحد جوامع مدينة عنيزة عن عدم علاقتها بالقضية، بعد أن اشتبه بكونها الطفلة «ريم». وعلى الصعيد ذاته، أكدت مصادر مسؤولة، أن السلطات القطرية كثفت عمليات البحث عن والدة الطفلين القطريين المفقودين، وعممت طلباً للقبض على قريبها، بعد أن كشفت تقارير إدارة الجوازات القطرية سفر زوجته «صديقة والدة الطفلين» إلى خارج قطر بعد استجواب صديقتها. إلى ذلك، علمت «الحياة» أن وتيرة الخلافات بين الزوجين القطريين زادت لدرجة وصلت إلى أروقة المحاكم في قطر أكثر من مرة، وكان فتيل الخلافات اشتعل عندما هجرت الزوجة طفلها ذا الأربعة أشهر وهربت من زوجها، لتلجأ إلى منزل قريبها، بعد خلاف نشب بين زوجها وقريبها. وكشف والد الطفلين محمد جاسم ل«الحياة»، أن طليقته لجأت إلى منزل قريبها «الذي سعى لتأجيج الخلاف بيني وزوجتي، رغبة منه في استغلال الموقف لتصفية حسابات قديمة بيني وبينه مبنية على خلافات كبيرة شابت علاقتنا»، ولم تلجأ إلى منزل أهلها عندما هجرتني وطفلها الرضيع، «ولم تفلح جهودي لإعادتها على رغم أنها كانت حاملاً في شهرها الرابع، عندها أيقنت أنها مسحورة، كون علاقتنا في تلك الفترة كانت غاية في الروعة، وحاولت تطبيبها وعلاجها، إلا أنها رفضت حتى الكلام معي وطلبت الطلاق، بعد أن كالت لي ولأهلي الاتهامات وقذفتنا بأبشع الألفاظ والتهم، والأدهى والأمر أنها لفقت لي أكثر من تهمة، ولم يكد يصدر حكم براءتي من قضية، حتى أتلقى استدعاء لحضور جلسات قضية ثانية، وثبتت براءتي من جميع اتهاماتي المبنية على تحريضات قريبها». وزاد: «المصيبة أن البراءة من تلك التهم لا تظهر إلا بعد معاناة وإحضار شهود وتعيين محامين، وفي بعض الأحيان تتعطل مصالحي الخارجية لمنعي من السفر، وغيرها من الويلات والخسائر المادية والمعنوية». وكشف أن السلطات القطرية بذلت جهوداً جبارة للوصول إلى قريب زوجته «المحرض»، كونه كثير الترحال والانتقال، «وفي كل المرات التي يختفي بها كان يحرض زوجاته على قطع علاقاتهم بالعالم الخارجي، وبالذات من أهاليهن وكل ذلك باسم الدين، وكأنه يسخر الدين لمآربه، بل انه منع أبناءه ال 20 من الدراسة في المدارس الحكومية أو الأهلية في قطر، بحجة أنها مدارس غير شرعية ولا تتوافق مع الأحكام الإسلامية». وأضاف: «بعد أن فشلت سبل الاتصال بيننا، قاضيت زوجتي وطلبت رؤيتي ابنتي، التي ولدتها قبل أشهر عدة ولم تسمح لي برؤيتها، وبعد جهد كبير حصلت على حكم قضائي يسمح لي برؤية ابنتي «ريم» بعد سبعة أشهر من ولادتها في ساحة المحكمة ولمدة نصف ساعة فقط، وظهر عليها المرض والوهن، وظهر أنها لم تلدها في أي مستشفى حكومي أو أهلي، بل اكتفت بولادتها داخل منزل قريبها، وكنت أحضرت جاسم في ذلك اللقاء، لعل قلب والدته يحن إليه، إلا أنها كانت أقسى من أن تلين بمجرد رؤيته، وبعد أشهر عدة طلبت منها إحضار بطاقة التطعيم الخاصة بريم، لأسجلها في إدارة الجوازات وأستخرج لها جواز سفر، فرفضت ذلك وبعد اللجوء إلى المحكمة انصاعت للأمر، وكانت المفاجأة أن ريم لم تأخذ أي تطعيم منذ ولادتها، وعند مخاطبة مركز الاستشارات العائلية أجبرت على تطعيم ريم». وكشف أنه رزق بطفله جاسم بعد سبع بنات وسماه على جده، وأولاه منزلة خاصة دفعته إلى جلب خادمة خاصة لتولي شؤونه وتربيته، سرحها بعد أن تعلق بها الطفل الذي هجرته والدته، وطلبته بعد مرور سنوات عدة، بعد تحريض قريبها الذي رفع قضية ضده، طالباً نفقة الطفلين وبدل السكن وقيمة راتب الخادمة التي استولى عليها، إلا أن الفاجعة الحقيقية هي كشف حقيقته من الجهات الأمنية في السعودية، «إذ كشفت التحريات ثبوت سفره بصحبة طليقتي وطفليّ جاسم وريم إلى مدينة عنيزة في منطقة القصيم في الثامن من شهر حزيران (يونيو) الماضي، ثم عودة زوجتي إلى مكةالمكرمة قبل أن تسافر عائدة إلى قطر، بينما بقي هو داخل السعودية، وعاد بصحبة إحدى زوجاته بعد عشرة أيام».