نفى مركز لحقوق الإنسان في غزة اتهامات الكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة بخطف جماعة إسلامية 5 مسيحيين، وأكد أن هؤلاء الأشخاص اعتنقوا الدين الإسلامي «بإرادتهم». جاء ذلك بعد إصدار الكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة بياناً اتهمت فيه جماعة إسلامية بخطف خمسة مسيحيين من اجل حملهم على اعتناق الديانة الإسلامية. وقال مدير الوحدة القانونية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أياد العلمي إنه «بناء على طلب عائلتين مسيحيتين عقدنا لقاءين منفصلين مع رامز العمش (24 سنة) وهبة أبو داوود هلال (32 سنة) وبناتها الثلاث في مقر المركز في غزة». وأضاف العلمي أنه «تم التأكد من إرادتهم في اعتناق الدين الإسلامي»، نافياً صحة الاتهامات بأن الخمسة «مخطوفون». وتابع: «مساعينا جارية لاحتواء الموضوع ليعيش الشاب مع أسرته في شكل طبيعي»، معتبراً أن اعتناقهم الدين الإسلامي «لا يتعارض مع إيماننا بأن حرية المعتقد من حقوق الإنسان». وتابع انه «بمجرد توجه أسرة الشاب العمش إلينا وإبلاغنا بأن ابنهم ترك رسالة لهم بأنه غيّر دينه ويطلب منهم أن يقبلوه على دينه الجديد، تحركنا على الفور مع الجهات ذات العلاقة»، دون أن يحدد هذه الجهات. وأضاف «قمنا بترتيب لقاء للشاب مع والديه وخالته وتحدث أمامهم بإرادة وحرية كاملة حول تغيير دينه وتحدث والده أن لا فرق بين مسلم ومسيحي وطالبه بالعيش معه». وأشار إلى أن «بعض أفراد العائلة خصوصاً الوالدة يرفضون تقبل تغيير دينه (...) والأمر بحاجة لبعض الوقت لتسويته لأن الشاب يريد الحياة مع عائلته لكن مسألة قبول دينه متعثرة حتى اللحظة». وحول هبة أبو داوود، قال العلمي انه بطلب من زوجها «تم لقاؤها مع بناتها الصغيرات الثلاث في المركز». وأضاف «هم ليسوا مختطفين وتم التأكد من اعتناقها للدين الجديد بكامل إرادتها قبل حوالى خمسة اشهر لكنها أعلنت ذلك قبل أيام». وأشار إلى أن المرأة أبدت استعدادها «لتمكين زوجها من رؤية بناته لكنها تعتبر نفسها مطلقة منه بحسب فهمها للشريعة الإسلامية التي لا تجيز لمسلمة الزواج من مسيحي». وأكد باسم نعيم وزير الصحة في حكومة حماس والعضو في الحركة «العلاقات الوطيدة» بين حكومته و»الإخوة المسيحيين» على مدار السنوات السابقة. وقال إن «الحكومة تؤمن بحرية الفكر والاعتقاد والقول ولا تتدخل بحقوق المواطنين الخاصة منطلقة بذلك من العقيدة الإسلامية السمحة». وكان ايمن البطنيجي المتحدث باسم شرطة حماس نفى تعرض المسيحيين الخمسة للخطف. وكان رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا طالب الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة ب»اتخاذ الإجراءات المطلوبة» الكفيلة بعدم تعريض مسيحيي القطاع لأي «إجراءات وتصرفات غير مقبولة». واتهم «أطرافاً وأيادي مشبوهة بالسعي للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني من خلال إثارة الفتن بين أبنائه». جاءت تصريحات حنا في أعقاب إعلان خمسة مسيحيين أرثوذكس إسلامهم في مدينة غزة الأربعاء الماضي، ما أثار غضباً وتوتراً لدى الكنيسة والمسيحيين من كل المذاهب البالغ عددهم ألفي فلسطيني فقط في القطاع. وشدد المطران حنا على أن «المسيحيين الفلسطينيين ليسوا أقل انتماء لوطنهم من سواهم، وهم ليسوا مرتزقة أو طابوراً خامساً، بل ينتمون إلى وطنهم وقضية شعبهم، وهم جزء أساس من مكونات هذا الشعب، كما أنهم ليسوا ضيوفاً عند أحد، فتاريخهم في هذه المنطقة هو تاريخ مجيد، ونود أن نذّكر من يحتاجون إلى تذّكير بأن المسيحية انطلقت من بلادنا». وعبر عن رفض الكنيسة النظر إلى المسيحيين الفلسطينيين «كأنهم أقلية تحتاج إلى حماية». وقال: «نرفض أن يعاملوا وكأنهم من طينة غريبة ومواطنين من الدرجة الثانية». وطالب المسؤولين السياسيين ب»ضرورة الحرص على استمرارية الحضور المسيحي في فلسطين»، معتبراً أن «هجرة المسيحيين خسارة فادحة ليس للمسيحيين وحدهم، وإنما لكل الأمة والشعب». وأكد حنا أن «استهداف المسيحيين أمر لا يمكن السكوت عليه، وهذه القضايا يجب أن تعالج بالحكمة والمسؤولية وفي إطار البيت الفلسطيني الواحد». وذكرت الكنيسة الأرثوذكسية في بيان إن رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية زار الكنيسة الملاصقة لجامع كاتب ولاية في الحي المسيحي التاريخي من مدينة غزة. وقدم مطران الروم الأرثوذكس في غزة أليكسيوس «شرحاً مفصلاً للوضع الخطير الذي يعيشه المجتمع المسيحي هذه الأيام الصعبة، والغضب نتيجة المشاكل التي نحن نعيشها كمسيحيين في القطاع». وأضاف البيان: «عرضنا المشكلة الكبرى التي يمر بها المسيحيون وغضبهم الشديد من طريقة حركة إسلامية خطيرة تحاول إقناع الشباب والنساء المسيحيات بأن يبدلوا دينهم إلى الديانة الإسلامية، وبهذه الطريقة يتم تدمير العائلات المسيحية والوجود المسيحي في غزةوفلسطين». واتهم البيان «الحركة الإسلامية» بأنها «تستخدم طريقة قذرة ومظلمة وتزرع الخوف والضغط الشديد والابتزاز، وطرقاً غير شريفة من مواد كيماوية مخدرة للسيطرة ودب الخوف والرعب في نفوس الذين يختطفونهم، وتجعلهم تحت السيطرة الكاملة بحيث لا يقدرون على التعبير عن أنفسهم وتمنعهم من مقابلة أهلهم وذويهم». وطالبت هنية «بوقف» هذه الحركة، و»إعادة المرأة وبناتها القاصرات والشاب حالاً لعائلاتهم».