توزعت إشارات التفاؤل بإمكان التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة بين أطراف في الأكثرية والمعارضة، وأشار بعض رموز قوى 14 آذار الى ان الثلث المعطل لن يكون موجوداً في الحكومة المقبلة، وأوحى معارضون بإمكان تجاوز هذا المطلب، فيما قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ل «الحياة» نقلاً عن النائب المعارض سليمان فرنجية ان أطراف المعارضة ما زالت متفقة على ضرورة تلبية مطلبها بالثلث المعطل، وإن كان كل فريق فيها يعبّر عنه بطريقة مختلفة. وتواصل أمس الاهتمام بالوضع في الجنوب وسط استمرار الهدوء بين الأهالي والأطراف السياسية المعنية بالوضع في الجنوب وبين قوات الأممالمتحدة هناك حيث أصر أكثر من نائب جنوبي في حركة «امل» على حسن العلاقة مع «يونيفيل»، فيما طالب آخرون بأن تلعب الأخيرة دوراً أكبر في وقف الخروق الإسرائيلية، لا سيما في بلدة كفرشوبا. وطرأ تطور جديد في العلاقة بين «يونيفيل» والأممالمتحدة من جهة وبين الدولة اللبنانية إذ علمت «الحياة» ان دوائر الأممالمتحدة تلقت رسالة من وزارة الخارجية اللبنانية تفيد بان الانفجار الذي حصل في ما اعتُبر مستودعاً للأسلحة في بلدة خربة سلم في الجنوب في 14 تموز (يوليو) الماضي كان في مبنى غير مكتمل الإنشاء وأن الذخيرة التي كانت فيه هي ذخيرة خلفها الإسرائيليون. وهو ما يتعارض مع إعلان الأممالمتحدة ان الانفجار وقع في مخزن تابع ل «حزب الله» وأن هذا يشكل خرقاً للقرار الدولي الرقم 1701. وعلمت «الحياة» ان الرسالة كانت موضع تداول واتصالات وسجال بين غير وجهة دولية وأعضاء في مجلس الأمن وبين مسؤولين لبنانيين حول سبب إرسال لبنان رسالة كهذه الى المنظمة الدولية. وجدد «حزب الله» على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد انتقاده المجتمع الدولي بأنه «لا ينطق ببنت شفة حيال الاتهامات الإسرائيلية والاعتداءات والتعديات على الخط الأزرق وعلى الأرض اللبنانية». وقال رعد: «اننا لا نرى عائقاً داخلياً امام تشكيل الحكومة بل ان الإدارة الأميركية تفرض الضغوط وتمنع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان». وبموازاة الاهتمام المتواصل بتأليف الحكومة عُقد امس لقاء جديد لكن على مستوى عال بين حزب الكتائب وتيار «المردة» برئاسة النائب فرنجية الذي زار امس الرئيس امين الجميل في منزله في بكفيا، في حضور نجله النائب سامي الجميل وكان جانب من اللقاء عائلياً، في إطار خطوات المصالحات على الساحة المسيحية. وأعلن حزب الكتائب في بيان بعد الاجتماع الذي تخلله غداء وخلوة بين الجميل وفرنجية، ان الاتفاق تم على سيادة لبنان واستقلاله وتثبيت الوجود المسيحي في لبنان والشرق وتظهير دور المسيحيين في الدولة اللبنانية والمناصب الرسمية و الحرص على استنهاض دور رئاسة الجمهورية والعمل لمنع توطين الفلسطينيين وإرساء قواعد اللامركزية الإدارية. وقالت مصادر المجتمعين ان الاجتماع عقد في سياق استمرار القلق عند المسيحيين من ان دورهم يمكن ان يتعرض للتهميش بفعل الصراع المتواصل بين أطراف 14 آذار و8 آذار، وفي إطار طي صفحة الماضي في الخصومة بين الفرقاء المسيحيين وفتح صفحة جديدة. وذكرت المصادر ان كلا الجانبين عبّر بوضوح أمام الآخر عن ان المصالحة لا تتم على حساب حلفاء الكتائب في قوى 14 آذار ولا على حساب علاقة فرنجية بحلفائه في 8 آذار ومع «التيار الوطني الحر»، حيث ان ثمة خلافات بين الجانبين حول الموقف من سورية، وسلاح «حزب الله» والوضع في الجنوب، إلا أن هذه الخلافات يجب إدارتها بطريقة حضارية بحيث لا تؤثر في ما هو متفق عليه ونص عليه البيان الصادر. وأوضحت المصادر انه إضافة الى اتفاق الفريقين على لجنة مشتركة لتعزيز المصالحة بينهما اتفق على إجراءات ستبقى طي الكتمان من اجل إنجاحها وصون الهدف من وراء الاجتماع الذي اتسم بالانفتاح والهدوء وأخذ طابعاً عائلياً أيضاً. وذكرت ان موضوع تأليف الحكومة لم يُبحث إلا عرضاً حيث استبعد فرنجية تشكيل الحكومة الجديدة قريباً كما يشاع، مؤكداً ان المعارضة تصر على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة المقبلة.