علمت «الحياة» أن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أصدر تعميماً جديداً إلى إدارات الرئاسة في مناطق المملكة كافة، يوجه بمنع المطاردات منعاً باتاً حتى في حالات الاشتباه. وأكد مصدر في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف ل «الحياة» أن رئيس الهيئة آل الشيخ شدد على ضرورة اتباع الآليات الخاصة بتعقب المشتبه بهم، والمتمثلة في أنه في حال الاشتباه بالخلوة وفرار المشتبه به لا تتم مطاردته، ولكن يتم أخذ أرقام لوحة السيارة، وتسجيل محضر بالحادثة، وإبلاغ السلطات الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة. من جهته، أبلغ المتحدث الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الباحة ناصر الزهراني «الحياة» أن الهيئة تعتزم إصدار بيان حول حادثة بلجرشي التي وقعت الأسبوع الماضي، يوضح تفاصيل القضية كافة، رافضاً الإدلاء بأي معلومات حول التقرير المرتقب صدوره اليوم. وفي شأن متصل، أصدرت إمارة منطقة الباحة بياناً حول القضية أمس، يوضح أن من أوقف المواطن عبدالرحمن الحرفي وأسرته في بادئ الأمر دورية أمنية، ومن ثم شاركت دورية هيئة الأمر بالمعروف في المطاردة بعد فترة قصيرة. (بحسب البيان). وبينت إمارة الباحة أن المواطن الحرفي بادر بالهرب عند استيقافه من قبل أفراد الدورية الأمنية لطلب إثبات الهوية، فتمت ملاحقته من قبل أفراد الدوريتين الأمنية، والأخرى التابعة للهيئة. وأكدت عدم قبول إمارة المنطقة بمثل هذه التصرفات الفردية، وأنه لا يوجد أدنى مبرر لملاحقة سيارة المواطن عبدالرحمن الحرفي، ولا تتفق هذه التصرفات مع التعليمات والمهام والمسؤوليات لكل من الدورية الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واعتبرت أن الحادثة لن تقلل من جهود رجال الأمن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، داعية المواطنين إلى عدم الفرار عندما يطلب منهم التوقف من جانب الجهات الأمنية وجهات الضبط. وأشارت إلى أن المملكة دولة يحكمها الشرع، ولن يحاسب أحد على خطأ لم يقترفه، مؤكدة أن كل صاحب حق سيأخذ حقه كاملاً. يذكر أن حادثة المطاردة أعادت دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ساحة الجدل في الشارع السعودي حالياً، إذ ينقسم الرأي العام بين رأي يرى أن الحادثة نتاج عدم وجود آلية عمل محددة للهيئة، فيما يعتبرها آخرون مجرد خطأ غير مقصود يجري استغلاله من بعض الأطراف. وكانت الحادثة تسببت في وفاة المواطن عبدالرحمن الحرفي بعد انحراف سيارته عن المسار، وسقوطها من فوق أحد الجسور، فيما تعرضت زوجته وطفلاه خالد (تسع سنوات)، و درر (أربع سنوات) لإصابات بليغة جرى على إثرها نقلهم إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض بناء على توجيه صادر من ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز.