حمّلت لجنة عليا لتقصي حقائق حادثة وفاة مواطن في العقد الثالث من عمره وإصابة زوجته وطفليهما بجروح بالغة في محافظة بلجرشي دوريتين تتبع إحداهما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخرى للشرطة مسؤولية التسبب في الحادثة. وقالت في بيان أصدرته شرطة منطقة الباحة أمس إن مسؤولي الدوريتين تصرفوا بشكل «فردي»، ولم يتقيدوا بالأوامر التي تمنع المطاردة «ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك وفق آلية معينة بأخذ التوجيه الصريح من المرجع». وشملت نتيجة التحقيقات مؤاخذة الشركة المنفذة للجسر الذي وقعت عنده الحادثة «لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية». وفي غضون ذلك، طرأ تحسن طفيف على صحة الزوجة ونجلها الكبير. (للمزيد) وقال مسؤولون صحيون ل«الحياة» إن محاولات حثيثة تجري لتجنب بتر يدها، كما أن طفلها (9 سنوات) بدأ يفيق، لكنه لا يزال في حال صحية خطرة. وشكا شقيق المتوفى، في اتصال أجرته معه «الحياة» أمس، من أن التحقيقات لم تحدد عقوبات على رجال «الهيئة» والدورية الأمنية الذين دانتهم. وطالب بالتشهير بهم، وتطبيق العقوبة الشرعية بحقهم. وقال بيان صادر عن شرطة منطقة الباحة أمس: «إنه في تمام الساعة الثانية والثلث من صباح يوم السبت الموافق 17/ 8/ 1433ه وقع على الطريق العام المؤدي من الجنوب إلى بلجرشي على كبري الحميد حادث مروري عبارة عن خروج وانقلاب سيارة ألتيما نيسان 2007 بقيادة أحد المواطنين في العقد الثالث من العمر ترافقه زوجته في العقد الثالث من العمر وابنه البالغ خمس سنوات، وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات، ونتج من الحادث وفاة قائد المركبة، وإصابة مرافقيه بإصابات مختلفة». وأشار البيان إلى أن شهود العيان أفادوا بأن الحادث حصل أثناء مطاردة قائد المركبة من جانب دورية «هيئة الأمر بالمعروف» ودورية أمنية من «متنزه الشكران». وأكدت الشرطة أن التحقيقات أثبتت مسؤولية وإدانة الدورية الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوقوع تلك الحادثة إثر تصرفهم تصرفاً فردياً، وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات التي تقضي بمنع المطاردة. ولفت البيان إلى مؤاخذة الشركة المنفذة لجسر الحميد (شركة الحربي) لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية، وعدم وجود مصدات خرسانية مما أسهم في وقوع هذه الحادثة المأساوية. وقال البيان: «نسأل الله عز وجل أن يتغمد المتوفى بواسع مغفرته ويسكنه فسيح جناته، بمؤاخذته بعدم التوقف، ومعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما حدا بهم لمطاردته، مع أن الأمر لا يرتقي سواء للهروب أو المطاردة». وأكد المتحدث باسم «صحة الباحة» ماجد آل شطي ل«الحياة» أن حال زوجة المتوفى وطفلتها تحسنت عما كانت عليه، مضيفاً أن الفريق الطبي لا يزال يبذل قصارى جهده للمحافظة على يد الزوجة من البتر، إضافة إلى أن حال الجنين مستقرة. وأشار إلى أن حال الطفل البالغ من العمر 9 أعوام لا تزال في مرحلة الخطر، ولم تستقر حتى الآن. لكنه زاد أن الطفل بدأ استعادة وعيه بشكل تدريجي. إلى ذلك، أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ ل «الحياة» أن أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف» الموقوفين على ذمة قضية «حادثة بلجرشي» هم خمسة أشخاص. وقال: «أنا لم أتلق حتى الآن أي خطاب رسمي بشأن نتائج هذه الحادثة، من أي جهة حكومية، وقد علمت بنتائج تحقيقات اللجنة العليا المكلفة بتقصي الحقائق في هذه القضية من خلال مواقع الإنترنت فقط». في حين رفع آل الشيخ تعازيه ومنسوبو «هيئة الأمر بالمعروف» إلى أسرة وأقارب المتوفى عبدالرحمن الحرفي الغامدي، وقال في خطاب التعزية : «أؤكد لكم وقوفي وجميع منسوبي الرئاسة معكم في استيفاء حقكم كما نبتهل إلى المولى جلت قدرته أن يشفي المصابين ويمن عليهم بالصحة والعافية».