باشرت وحدات من الجيش اللبناني التابعة للواء الثاني عشر تعزيز انتشارها على الحدود اللبنانية - السورية نزولاً إلى طرابلس، وشرقاً إلى جرود الهرمل، غداة الخروق السورية للحدود اللبنانية والتي بلغت منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم نحو 28 خرقاً، وتسببت أخيراً بسقوط جرحى نتيجة القذائف التي سقطت في قرى وبلدات حدودية بسبب الاشتباكات الدائرة بين «الجيش النظامي» و «الجيش الحر» في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية. وأوضحت قيادة الجيش أن هذه الوحدات مزودة بأوامر «الرد الفوري على مصادر النيران من أي جهة كانت». ودخلت في الخامسة فجراً وحدة سباقة من اللواء ال12 إلى بلدة الهيشة في وادي خالد وتمركزت في مدرستها. ورصد شهود في المنطقة قاطرات محملة بالملالات والدبابات وآليات عسكرية ضاق بها أوتوستراد مدخل طرابلس وأوتوستراد المنية - عكار، وذلك بقصد استحداث 70 نقطة أمنية على طول الحدود البحرية والبرية من العيطة إلى وادي خالد وامتداداً إلى المنطقة المتداخلة مع جرود الهرمل. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه في بيان أمس، أنه «بناء على قرار مجلس الوزراء في جلسته من يومين، باشر الجيش تعزيز انتشاره في منطقة الشمال بدءاً من مدينة طرابلس وضواحيها وصولاً إلى الحدود الشمالية والشرقية على أن تستكمل العملية خلال الأيام المقبلة، وتشمل انتشار وحدات جديدة إلى جانب الوحدات العسكرية والقوة الأمنية المشتركة الموجودة سابقاً في هذه المناطق». وأوضحت قيادة الجيش أنه «تم تزويد جميع القوى المكلفة تنفيذ المهمة تعليمات دقيقة وحازمة تقضي بوجوب التشدد في حماية المواطنين من اعتداء وقمع المظاهر المسلحة ومنع التسلل والتهريب على جانبي الحدود اللبنانية - السورية بما في ذلك الرد الفوري على مصادر النيران من أي جهة كانت». وعبرت قيادة الجيش في بيانها «عن كامل ثقتها بتجاوب أهالي المناطق الحدودية وفاعلياتها مع الإجراءات الميدانية التي ستتخذها قوى الجيش تباعاً حفاظاً على أمنهم وسلامتهم»، ودعتهم إلى «التعاون التام مع هذه القوى بهدف إفشال أي محاولة مشبوهة لتوتير الأوضاع الأمنية وتصعيد الموقف في المناطق المذكورة». إدانة «وحشية النظام السوري» وفي سياق الأوضاع الأمنية في سورية، دان الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري «المجزرة الوحشية الجديدة التي ارتكبها النظام السوري في التريمسة في حماة مسجلاً بذلك رقماً قياسياً في الجرائم الموصوفة ضد الإنسانية وضد المدنيين العزل من الشعب السوري تحديداً». وقال الحريري في بيان: «هذه المجزرة الجديدة لا تفسح في المجال لأي تردد من المجتمع العربي والدولي في مواجهة بشار الأسد ونظامه القاتل الذي يغرق يوماً بعد يوم في دماء الأبرياء من الشعب السوري البطل، والذي بات وصمة عار وعلامة فارقة في البطش والإجرام لم يشهد تاريخنا العربي الحديث مثيلاً لها». ودعا «جميع الحكومات وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة وخصوصاً مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية حاسمة وسريعة لحماية الشعب السوري وفرض أقصى العقوبات الفاعلة على نظام الطاغية». ولفت إلى أن «أكثر ما يؤلمنا كلبنانيين تحديداً في مثل هذا اليوم الحزين، أنه يتزامن مع قرار الحكومة اللبنانية وقف معالجة المصابين من إخواننا السوريين النازحين إلى لبنان هرباً من آلة البطش والقتل العمياء التابعة لبشار الأسد. وهو قرار لا نجد له من مبرر في السياسة ولا في الأخلاق ولا في الضمير الإنساني خصوصاً، ونحن على أبواب شهر الرحمة، شهر رمضان الكريم». والتقى الحريري في منزله في جدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبحثا التطورات في سورية «في ضوء المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام».