قالت شركة أرامكو السعودية إن الفرد السعودي الأكثر استهلاكاً للبنزين في العالم، إذ يقدر استهلاكه السنوي بحوالى ألف لتر، ويقدر معدل زيادة الاستهلاك المحلي بحوالي 6 في المئة. المملكة وفقاً لإحصاءات أرامكو تخسر 75 مليار ريال بسبب عدم الترشيد في استخدام الطاقة وحرق الوقود. وأكثر من 25 في المئة من إنتاج النفط في المملكة يذهب للاستهلاك المحلي، ويبلغ معدل نمو الاستهلاك المحلي سنوياً من البترول ومشتقاته حوالي 7 في المئة، والمملكة أكبر مستهلك للطاقة على مستوى الدول العربية وبنسبة 27.7 في المئة. المتوقع أن يزيد الطلب المحلي على الطاقة بحلول عام 2028 إلى 8.3 مليون برميل من المكافئ النفطي، وهذه رسالة توضح أن الإسراف في استخدام الطاقة سيؤدي بنا حتماً إلى أن نستهلك كل شيء ننتج، ولن يبقى شيء نصدره كما تقول شركتنا المتخصصة. أيضا نسبة استهلاك الفرد من الكهرباء في المملكة تفوق استهلاك الفرد في أوروبا وأميركا، وأن أكثر من 70 في المئة من الطاقة المستهلكة في المنازل تذهب إلى التكييف. إذا اتجهنا صحياً، نجد أعلى نسبة إصابة بالسكري تقريباً في المملكة، وربما نسبة انتشار السمنة، وهما مؤشران على علو استهلاك السكر والغذاء كنسبة مئوية لكل فرد، وإذا تحدثنا عن استهلاك العطور كشيء كمالي، فستجدنا من أكثر الناس استهلاكاً. سمة الأكثر استهلاكاً تبدو غريبة على أبناء بيئة قاسية عودت أهلها القناعة والرضا بالقليل، وهي غير مبررة، ولا يمكن اعتبار الوفرة المالية السبب الوحيد، لأن ارتفاع معدلات الدخل سمة شعوب كثيرة، لم ترتبط بالأعلى استهلاكاً في كثير من ضروريات وكماليات الحياة. يأتيك الإحساس أحياناً بأن طريقة استهلاك البعض للأشياء تمعن في الإسراف، وكأن هذه الأشياء ستنتهي غداً، مثل مجموعة الشباب الذين «يقطون» في سيارة مستأجرة، أو استراحة، ويريد كل منهم أخذ أكبر قدر من منافعها. أسباب ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة بجميع أنواعها، وكذلك المياه، يعود إلى أن أثمانها بخسة بالمقاييس العالمية، وكرم الحكومة في تخفيض أسعارها على المواطن، لم يقابله ترشيد يذكر، ولا توعية تؤثر في نسب الترشيد. لكن أسباب ارتفاع استهلاك أشياء كثيرة أخرى مرتفعة الثمن حدّ الغش والتدليس، ليس مفهوماً اقتصادياً، لكن التنقيب عنها نفسياً واجتماعياً ربما يصل بنا إلى نتيجة تساعدنا على الخلاص من هذه السمة اللازمة للمجتمعات الخليجية إجمالاً، والتي تجعل بعض الإسقاطات عليها في ما يتعلق بالإسراف والترف غير مستغربة. مبدئياً أقترح عدم استخدام كلمة الفرد السعودي أو الخليجي، والبدء بقول «الإنسان» السعودي أو الخليجي، ربما يكون في هذا تميز لفظي، مع التميز المعنوي، وأيضاً فيه ابتعاد عن الفرد كفعل يستخدم في التوسع في كل شيء حتى الخبز. [email protected] @mohamdalyami