قال الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني السابق الأربعاء إن انتفاضة على نمط الربيع العربي في السودان ستتبع في الغالب النموذج الدموي في سورية أو ليبيا لأن القوات المسلحة والقضاء «غير مستقلين» ويمكن استخدامهما ضد الشعب السوداني. ولم يشهد السودان حتى الآن موجة الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن الذين أمضوا فترات طويلة في الحكم. لكن إجراءات التقشف التي طبقت في الشهر الماضي لاحتواء أزمة اقتصادية فجرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال المهدي الذي أطيح به في انقلاب غير دموي عام 1989 جاء بالرئيس عمر حسن البشير إلى السلطة أنه نادراً ما جمعت التظاهرات أكثر من بضع مئات في المرة الواحدة، لكن الاستياء الشديد في شأن ارتفاع أسعار الغذاء والمتاعب الاقتصادية الأخرى التي تفاقمت نتيجة لانفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام يمكن أن تشعل مزيداً من الاحتجاجات. وقال المهدي في مقر إقامته في أم درمان: «... النظام الذي جاء إلى السلطة من خلال انقلاب فشل. كل البرامج فشلت». لكنه قال إن أي انتفاضة ستشبه على الأرجح الانتفاضة في سورية حيث تستخدم القوات المسلحة لسحق انتفاضة مستمرة منذ 16 شهراً وليس انتفاضة تونس التي فر زعيمها في مواجهة الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية. وقال: «ليس لدينا النوع نفسه... دعنا نقول... قوات مسلحة وطنية أو هيئة قضائية محايدة ومستقلة. في الحالتين في السودان تم تسييس الاثنين مثل سورية وليبيا واليمن». وأدت التظاهرات الحاشدة إلى سقوط الحاكمين العسكريين في السودان في عامي 1964 و1985. وقال المهدي إنه في الحالتين انحاز الجيش إلى المتظاهرين في مرحلة ما، لكنه أضاف انه أقل ثقة في أن هذا سيحدث الآن. وقال: «الانتفاضة الممكنة تقود إلى سيناريو سورية أو سيناريو ليبيا أو سيناريو اليمن». وينفي مسؤولون سودانيون الاتهامات بأن تكون محاكم البلاد والمؤسسات الأخرى مسيسة. وقال البشير الأربعاء إنه لن يكون هناك ربيع عربي في السودان.