حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الدول المتنازعة على بحر الصين الجنوبي على عدم اللجوء الى التهديد والترويع، في إشارة غير مباشرة إلى الصين في مستهل قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تريد إجراء محادثات تضم كل الأطراف لحل النزاع وهو موقف من المرجح ان يثير استياء الصين التي سعت إلى نهج ثنائي للتعامل مع النزاع على بحر الصين الجنوبي الذي ربما يحتوي على كميات كبيرة من النفط ويعد نقطة اشتعال عسكرية محتملة. وأضافت كلينتون أمام اجتماع القمة في العاصمة الكمبودية بنوم بنه: «نعتقد أن على دول المنطقة أن تتعاون وان تعمل على حل النزاعات ديبلوماسياً من دون إجبار ومن دون ترويع ومن دون تهديد ومن دون استخدام القوة». وقال مسؤول أميركي ان وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أعطى «اشارة حذرة» لكلينتون على أن الصين قد تدخل في محادثات مع دول جنوب شرقي آسيا في شأن قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن الصين ربما تكون مستعدة لبدء المحادثات في أيلول (سبتمبر) المقبل. ودخلت التوترات المستمرة منذ زمن طويل مرحلة جديدة هذا العام مع تنقيب الدول المتنازعة عن إمدادات للطاقة على عمق أكبر في المياه محل النزاع في الوقت الذي تحشد قواتها البحرية وتحالفاتها العسكرية. ورأت كلينتون ان «قضايا مثل حرية الملاحة والاستغلال القانوني للموارد البحرية كثيراً ما تشمل منطقة واسعة، والتعامل معها بشكل ثنائي مطلق يمكن أن يؤدي إلى الارتباك بل والمواجهة». وتزعم بكين ان بحر الصين الجنوبي تابع لها بالكامل استناداً إلى سجلات تاريخية وتقول إن الصين لها «سيادة مؤكدة» على المنطقة. وتطالب خمس دول أخرى بأجزاء منه. وتراجعت الفيليبين والصين أخيراً عن مواجهة مستمرة منذ فترة طويلة في منطقة سكاربورو البحرية وهي منطقة شعاب في مياه يطالب بها البلدان في أحدث جولة من النزاع البحري حول بحر الصين الجنوبي وبه الكثير من الممرات البحرية. وأكدت الولاياتالمتحدة حيادها في هذا النزاع البحري القديم، لكنها عرضت المساعدة على تعزيز القوات العسكرية الفيليبينية المتهالكة. وحذرت الصين من تدخل «القوى الخارجية». وأشارت الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة في تقرير صدر عام 2008 الى ان الاحتياطي المؤكد الذي لم يكتشف من النفط في بحر الصين الجنوبي يقدر بما يصل إلى 213 بليون برميل من النفط. وستفوق هذه الكمية الاحتياطي الموجود في أي بلد باستثناء المملكة العربية السعودية وفنزويلا طبقاً لإحصاءات شركة «بي بي» النفطية. وترى الولاياتالمتحدة إن الاستقرار هو القضية الرئيسية محل الاهتمام في بحر الصين الجنوبي الذي تمر به شحنات تجارية قيمتها خمسة تريليونات دولار أي نصف حركة الشحن في العالم. وانضم وزراء خارجية الصين والولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع نظرائهم من رابطة دول جنوب شرقي آسيا المؤلفة من عشر دول. وتسعى الصين الى عدم التطرق للنزاع خلال اجتماعات (آسيان) التي تستغرق خمسة أيام وتمزج بين التصريحات التصالحية وتشديد لهجتها في بكين. واعتبرت صحيفة «الشعب» اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني إن مساعي فيتنام والفيليبين لتناول القضية في بنوم بنه تصل إلى حد «الاختطاف الدولي» وحذرت من وقوع «كارثة».