كشف إحصاء أصدرته مصلحة الإحصاءات العامة أخيراً، أن نسبة الخصوبة للسعوديات انخفضت في العام الماضي مقارنة مع العام الذي سبقه بواقع 0.04 مولود، إلا إن معدل الخصوبة ما زال عالياً نسبة إلى متوسط مستوى الخصوبة العالمي، وهو 2.7 مولود لكل امرأة. وأوضح التقرير الإحصائي أن معدل الخصوبة الكلي بين السعوديات وغير السعوديات في المجتمع السعودي انخفض إلى 2.81 مولود العام الماضي، فيما كان المعدل مرتفعاً في العام الذي سبقه بواقع 2.87 مولود لكل امرأة. وأشار إلى أن معدل التوالد انخفض في الفترة نفسها إلى 1.11 مولود فيما وصل في العام 2012 إلى 1.12 مولود، إضافة إلى انخفاض متوسط العمر عند الإنجاب للسعوديات وغير السعوديات إلى 28.7 عاماً في الفترة نفسها. بدوره، بيّن المحاضر في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود عبدالله المغامس ل«الحياة» أن نسبة الخصوبة انخفضت مقارنة بالأعوام السابقة، إذ كان في السابق من طبيعي أن تلد المرأة 12 أو 14 مولوداً، أما في الوقت الحالي انخفض إلى ستة أو خمسة مواليد، بسبب أن الجيل الجديد يميل إلى إنجاب ثلاثة إلى أربعة أطفال، وتتباعد فترة الإنجاب بين طفل وآخر من أربعة إلى ستة أعوام، إضافة إلى تأخر سن الزواج بخاصة النساء. وقال: «في ال30 عاماً الماضية كانت الفتاة تتزوج في عمر ال15 عاماً والآن تصل إلى عمر 25 عاماً وكل الأسباب السابق ذكرها أسهمت في انخفاض معدل المواليد في السعودية، وما زلنا في طريق الانخفاض التدريجي». وأشار إلى أن المملكة قبل 50 عاماً كان عدد السكان فيها ثابتاً مع أن نسبة الإنجاب عالية، إذ يقابلها نسبة كبيرة من الوفيات في الأطفال الرضع بسبب عدم وجود المستشفيات والحروب القائمة في ذلك الحين، إضافة إلى المجاعات والأمراض وقلة الإمكانات. وتابع: «مع توحيد البلاد وظهور النفط أنشئت المستشفيات وقلت الوفيات وتحسنت ظروف المعيشة وتناقصت نسبة الوفيات وارتفعت نسبة المواليد، ما أدى إلى نمو عالٍ في السكان، لكن في الأعوام ال10 الأخيرة بدأت مرحلة جديدة تكون فيها نسبة الوفيات ما زالت قليلة يقابلها انخفاض تدريجي في نسبة المواليد». وأفاد بأن الفتاة السعودية كانت سابقاً تتزوج في سن باكرة فتصبح فترة الخصوبة عندها طويلة قد تصل إلى 40 عاماً في حال تزوجت في عمر 15 عاماً مثلاً، وتقل كلما تأخر سن الزواج لديها. «التنظيم» و «الضغوط» أسهما في تراجع أعداد المواليد في حين لم يوضح الإحصاء الصادر من نسبة هذا التراجع مئوياً، قدّر الدكتور المغامس أن نسبة هذا التراجع خلال تسعة أعوام - وهي مدة التراجع التي شهدها المعدل - تبلغ 0.2.5 في المئة سنوياً، والسبب في هذا التناقص هو قضية تحديد النسل وتنظيمه، فبعض الأسر يفضلون تحديده ب4 أطفال مثلاً، وبعضها يفضلون تنظيمه بكل أربعة أعوام طفلاً. لو كان التناقص في المدن مثله في الريف لانخفض بشكل أكبر، لكن ضغوط الحياة هي التي تجعل سكان المدن يتجهون إلى هاتين العمليتين، إضافة إلى أسلوب الحياة والتعليم.