يقدّم الكاتب هشام أصلان في مجموعته القصصية «شبح طائرة ورقية» (دار العين) اقتراحاً سردياً جديداً، يجعل من النصوص نفسها عبارة عن مسيرة موازية لوعي الإنسان بالعالم من طفولته إلى شيخوخته، كأنها تتحرك من البداية الى النهاية على خيط رهيف يشدّها كلها نحو حكاية كبيرة موزعة على اختلاف مشاهدها. اختار الكاتب شخوص قصصه بعناية ليطرح تصوراً عن الزمن وهو يتحرك بذوات هامشية لا تملك سوى التذكر، بينما تتجرّد من ملامحها تحت الأصباغ الهائلة لمدينة تقدم نفسها كدمية عملاقة تبتسم. يُعيد هشام أصلان تشكيل المكان أيضاً ليتحوّل إلى مجموعة غرف طارئة تزحف على الحجرات القديمة لتحلّ محلّها وتنوب عنها، ممسكةً بزمام الحدث السردي الذي يجلو المفارقة، بين ما كان وما هو ماثل الآن. فيكتظ العالم هنا بأحلام الطفولة ومفرداتها مثلما يحتشد بالعلامات التي فرضها النضج لتصير معادلاً لآلامه بينما يتأمل من دون طائل فراديسه المفقودة.