وسط مشاعر من الفرح وزغاريد والدته وعدد من النساء وأفراد عائلته وأنصار حركة «الجهاد الاسلامي» والمواطنين، وصل الأسير الفلسطيني محمود السرسك الى منزله في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بعدما نفذ اضراباً عن الطعام لأكثر من تسعين يوماً. ووصل السرسك في سيارة إسعاف فلسطينية الى الجانب الفلسطيني في حاجز بيت حانون (إيريز) شمال القطاع حيث كان في استقباله مئات الفلسطينيين بينهم والداه. وأحاط عشرات المواطنين بسيارة الإسعاف التي كانت تقل السرسك وهم يرددون هتافات، منها «الانتصار الانتصار والحرية للاسرى». ورفع المستقبلون، وبينهم عشرات النساء والأطفال، أعلاماً فلسطينية وصوراً للسرسك وعدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية. وتنسم السرسك، الذي ولد في مخيم الشابورة للاجئين في مدينة رفح، الذي يُعتبر أحد أكثر مخيمات القطاع الثمانية بؤساً وفقراً واكتظاظاً، قبل 11 شهراً من اندلاع الانتفاضة الأولى في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 1987، هواء مسقط رأسه، فيما عبر الناس عن فرحتهم بالقبلات والأحضان والبكاء أحياناً. ووصف السرسك، في أول حديث له، إطلاقه بعدما خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 96 يوماً، الإفراج عنه بأنه «انتصار للأسرى القابعين في سجون الاحتلال وما زالوا يناضلون لنيل حريتهم، خاصة ممن يضربون عن الطعام». ووجه التحية لرفاقه الأسرى الذين ما زالوا قابعين في سجون الاحتلال، واصفاً أوضاعهم بأنها «صعبة»، وهم «بحاجة للمناصرة والتأييد، وتكثيف الجهود من أجل نصرتهم». وعبرت والدة السرسك عن سعادتها ب «انتصار» ابنها في معركة «الأمعاء الخاوية» بإضرابه عن الطعام، وقالت: «أنا فخورة بأن محمود انتصر على السجانين الإسرائيليين، وأتمنى أن يُفرج عن كل الأسرى». وعلى الفور، نُقل السرسك الى مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة، حيث سيتم إجراء فحوصات طبية له قبل نقله الى منزله في رفح في جنوب قطاع غزة، حيث سيجري تنظيم مهرجان شعبي لاستقباله. وقبل ثلاثة اسابيع تم التوصل الى اتفاق بين مصلحة السجون الإسرائيلية والأسير السرسك، وهو لاعب منتخب كرة القدم الفلسطيني، لوقف اضرابه عن الطعام الذي استمر 96 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً. وكان السرسك نقل لتلقي العلاج في مستشفى إسرائيلي بسبب تدهور حالته الصحية عدة مرات. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت السرسك، لاعب كرة القدم في نادي خدمات رفح والمنتخب الوطني الفلسطيني، في تموز (يوليو) 2009 على حاجز ايريز لدى توجهه للالتحاق بفريق نادي بلاطة الرياضي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، واحتجزته تحت قانون «المقاتل غير الشرعي»، واستمرت في تجديد اعتقاله الى أن وافقت مصلحة السجون الاسرائيلية على إطلاقه بعدما خاض أطول اضراب عن الطعام في التاريخ المعاصر. وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية واوروبية. ووصف عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ نافذ عزام اطلاق السرسك بأنه «انتصار لإرادة الصمود والثبات أمام العدو الصهيوني (...) وانجاز اضافي للشعب الفلسطيني». واعتبر المتحدث باسم الجهاد» داود شهاب، أن السرسك «يُعد أنموذجاً رائعاً في المقاومة والثبات أمام العدو». وقال القيادي في «الجهاد» محمد الحرازين، إن الحركة «تزهو وتفخر ببطولته التي سار فيها على درب العزة والكرامة». ورأى المتحدث باسم سرايا القدس الذراع العسكرية للحركة «أبو أحمد»، أن «انتصار السرسك يأتي استكمالاً لمسيرة الانتصارات التي حققها أسرانا الأبطال خلف قضبان الاحتلال، والتي فجرها الشيخ المجاهد خضر عدنان». وشدد «أبو أحمد» على أن «السرايا لن تدخر جهداً من أجل ضمان حرية الأسرى وفك قيدهم بالقوة، التي لا يفهم العدو لغة غيرها».