اتفق وزراء الخارجية المغاربيون على عقد ثلاثة اجتماعات لمجالس وزارية في ثلاث عواصم مختلفة تحضيراً لقمة قادة الاتحاد المغاربي المقررة في تونس قبل نهاية العام. وقرر الوزراء الذين اجتمعوا في الجزائر على عقد اجتماع لوزراء الداخلية في المغرب واجتماع ثان للشؤون القانونية والقضائية في ليبيا واجتماع ثالث للشباب والرياضة في تونس. كما أوصى الوزراء بعقد اجتماع لوزراء الشؤون الدينية للدول المغاربية في موريتانيا لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام السنّي والنظر في مسألة «التحصين الفكري والثقافي» للمجتمعات المغاربية مع العمل على التنسيق بين المؤسسات الدينية والعلمية الحاضنة للإسلام المعتدل. وشهد اجتماع الوزراء طرح ملفات خلافية للنقاش. ففيما عرضت ليبيا إشكالية فرار عائلة العقيد الراحل معمر القذافي وبعض معاونيه، تحدثت الجزائر والمغرب عن قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها. وأعطى الوزراء الذين اجتمعوا في الجزائر أول من أمس، انطباعاً بأن عرض الملفات الخلافية في الجلسة المغلقة التي استغرقت إلى ساعة متقدمة من المساء «لا يفسد للود قضية» في مسار «إعادة بناء وتقويم» الاتحاد المغاربي. وكان وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال قد طرح أمام نظرائه مساعي بلاده لتسلم من سمّاهم «أزلام» النظام السابق، وقصد كلاً من الجزائر (عائلة القذافي) وموريتانيا (عديله ورئيس استخباراته عبدالله السنوسي) من دون أن يذكرهما. وقال: «الشعب الليبي الذي خرج من انتخابات حرة ونزيهة جرت على الأرض الليبية لأول مرة منذ ما يقرب نصف قرن من الزمن، والذي يشكر كل من وقف بجانبه، يهيب بكم الاستجابة لطلباته بتسليم العناصر التي لجأت إما خفية أو علنية للدول الأعضاء في الاتحاد». وأطلق بن خيال وصف «خطوة النية الحسنة» على عمليات التسليم إن تمت. ولم يكن الوزير الليبي الوحيد الذي كشف الأوراق التي «تنغص» تعاوناً كاملاً من بلاده مع جيرانها في الاتحاد المغاربي. إذ أعادت الجزائر والمغرب تأكيد أن نزاع الصحراء الغربية «جرى الاتفاق على أن تتولاه الأممالمتحدة». وقال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحافي حضره الوزراء الخمسة، إن «المسائل الخلافية بين الجزائر والمغرب لا ينبغي أن تكون عائقاً في تطوير العلاقات بين البلدين». وقال إن الطرفين اتفقا على أن قضية الصحراء «تتابع من طرف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ومجلس الأمن»، مشيراً إلى أن «هذه الأمور يجب أن تترك لتأخذ مجالها في هذا الإطار ونحن نتفرغ ونعمل لتطوير العلاقات الثنائية ولبناء المغرب العربي باعتباره ضرورة آنية مستعجلة». أما وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي فقال إن هناك «حظوظاً كبيرة» للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في مالي. وذكر أنه «بعد الاطلاع الدقيق على الأوضاع التي تسود في هذا البلد (مالي) في الأسابيع الأخيرة استنتجنا بأن أمامنا حظوظاً كبيرة لحل سياسي لهذه الأزمة».