عبّر أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود عن بالغ ألمه وأسفه الشديد للحادثة الأليمة التي وقعت بمحافظة بلجرشي على إثر سوء الفهم بين المواطن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أول من أمس، وأدى إلى وفاة مواطن وإصابة زوجته وطفليه. وقدم أمير الباحة العزاء في وفاة المواطن، سائلاً الله الشفاء العاجل لأسرته، مبدياً استياءه من أسلوب معالجة الموقف من جانب الجهات التي كانت طرفاً مع المواطن، مؤكداً أنه تم تشكيل لجنة عليا من ذوي ثقة لتقصي الحقائق والتفاصيل كافة التي تسببت فيما حدث. وأوضح أنه يتابع شخصياًً مجريات التحقيق وتفاصيله بدقة وأنه لن يضيع حق لأحد، وأن هذه الحادثة لن تتكرر في المستقبل، مبيناً أن التحقيقات ماضيه في طريقها الدقيق والسريع وأن الحقيقة ستظهر بصورة جلية. ودعا إلى أهمية التأني في معالجة كثير من القضايا خصوصاً التي ترتبط بحياة الناس، معتبراً أن ما حدث خطأ لا يمكن قبوله. وأفاد بأن جميع الأطراف التي كانت لها صلة بالحادثة تم توقيفها رهن التحقيق حتى ظهور الحقيقة، وأن من كان سبباً في حدوث تلك الحادثة سينال جزاءه الرادع. من جهته، أكد ل «الحياة» أخ المتوفى الدكتور خالد الغامدي أن هناك شهود عيان قاموا بإثبات شهاداتهم لدى إمارة المنطقة. كما أوضح أنه لم يقم بتوكيل محام، ذلك أن المنطقة التي يسكنها لا توجد بها مكاتب للمحاماة، ويصعب عليه جلب محام من خارج المنطقة، هذا عوضاً عن أن المتوفى يعتبر أخاه من جهة والدته وفي حال توكيل محام يتوجب الشروع في إجراءات ووكالات عدة قد تستغرق الكثير من الوقت، مؤكداً أنه بوجود ولاة الأمر الثقات فإنه لن يحتاج لوجود محام ليأخذ له حقه. بدوره، أكد المتحدث الإعلامي باسم صحة الباحة ماجد آل شطي ل«الحياة» أن حال الزوجة سيئ ولم تتحسن، إذ إنها تعاني من إصابات شديدة، في حين لم يتم بتر يدها رغم أنه كان قد قرر الفريق الطبي المختص بتر اليد أول من أمس. وقال إن هناك احتمالاً بسيطاً في عدم بترها، كما بين أن حال جنينها مستقرة، وأضاف أن الطفل البالغ من العمر تسع سنوات ما زال في العناية المركزة ولم يتجاوز مرحلة الخطر ولم تستقر حاله، بينما أخته البالغة من العمر أربع سنوات قد استقرت حالها وهي بصحة جيدة، ولكن لم تغادر المستشفى بعد. وكان أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود وجه الأحد الماضي بتقصي حقائق مقتل مواطن في محافظة بلجرشي عقب اشتباه بمطاردته من جانب دوريتين تابعتين ل «هيئة الأمر بالمعروف» و«الشرطة» فجر السبت الماضي، نتجت منها وفاة المواطن وبتر يد زوجته وإصابة أحد طفليهما بجروح خطرة، فيما استقرت حال طفلتهما الأخرى. وأكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الباحة ناصر الزهراني ل «الحياة» أول من أمس ، أن أمير منطقة الباحة، وجه بالتحقيق في الحادثة مع الأطراف كافة، إذ إنه تحت متابعة وإشراف أمير المنطقة شخصياً. وقال: «توجد الآن لجان تحقيق قائمة على هذه القضية لكشف ملابساته، والجميع ينتظر نتائج التحقيقات التي ستعلن عنها اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق، وليس لدي أي تفاصيل أخرى عن جوانب هذه القضية، خصوصاً أن شرطة المنطقة ستصدر بياناً توضح فيه ملابسات وفاة المواطن». في حين توعدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على لسان المشرف العام على فرعها في منطقة جازان أحمد البهكلي في حديث سابق إلى«الحياة» أنه في حال ثبوت تسبب رجال الهيئة في هذه الحادثة فستعمل الجمعية بالمطالبة بإحالة المتسبب في هذه الحادثة إلى القضاء، بوصفها جريمة جنائية ومخالفة إدارية على حد تعبيره. وزاد: «لابد أن يحال المتسببون في هذه القضية المأسوية إلى القضاء ليصدر بحقهم حكم شرعي، كون القضاء هي جهة الفصل في مثل هذه الحوادث».