تواصلت الاحتجاجات على إطلاق ضباط وعسكريين في قضية مقتل الشيخين احمد عبدالواحد ومحمد مرعب، وسط مطالبة بإحالة القضية على المجلس العدلي، في حين فتحت نهار امس الطرق التي كانت اقفلت خلال الايام السابقة. وعقد امس في دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار لقاءٌ حضره رئيس الدائرة الشيخ مالك جديدة ومشايخ من «هيئة العلماء المسلمين في لبنان» ومن «اللقاء التشاوري المستقل» وأشقاء عبدالواحد. وتلا الشيخ محمد مرعب بياناً مشتركاً باسم المجتمعين، أعلن فيه أن «العلماء المسلمين في الشمال ولبنان يجددون تحذيرهم من التلاعب بنتائج التحقيق في جريمة اغتيال الشيخين وتبرئة الضباط المتهمين، المعروف لدى الجميع أنهم هم الذين أصدروا الاوامر للعسكريين بإطلاق النار، وهذا الامر سيكرس منطق الامن الذاتي في ظل غياب العدالة وانحياز القضاء». وطالبوا الحكومة ب «نقل الملف فوراً من المحكمة العسكرية الى المجلس العدلي، مما سيؤدي الى تنفيس الاحتقان وسحب فتيل الانفجار، وهذا ما يحرص العلماء عليه. وندعو الدولة وأجهزتها الامنية والعسكرية للقيام بواجباتها في حماية الحدود ووضع حد لتجاوزات جيش الاسد وشبيحته في الاعتداء على المدنيين والعسكريين داخل الحدود اللبنانية. وإن تفريط هذه الاجهزة في فرض الامن على الحدود يؤدي الى فقدانها هيبتها وقدرتها على الامساك بالامن في ارجاء الوطن كافة. ويحذر المجتمعون من تدخل ايد خفية متغلغلة داخل اجهزة الدولة تسعى لزعزعة الامن والاستقرار في لبنان خدمة للنظام السوري، وذلك من خلال القرارات والممارسات التي تؤدي الى شحن طائفي ومذهبي». واستغرب المجتمعون وفق البيان، «مسارعة القضاء الى اطلاق سراح الضباط والعسكريين الذين اغتالوا الشيخ ورفيقه بعد اقل من شهرين على الجريمة النكراء، وكذلك ممارسة ضغوط سياسية لاطلاق المتهم بمحاولة احراق قناة «الجديد» على رغم توقيفه متلبساً بعد ايام من الجريمة، في مقابل إبقاء الموقوفين الاسلاميين دون محاكمة بعد خمس سنوات». وأعلنوا انهم «سيتعاونون مع كل العقلاء والحكماء لتجنيب لبنان الانزلاق الى فتنة مذهبية دون تفريط بحقوق اهل السنة والجماعة فيه، وسيبقي المجتمعون اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة المستجدات واتخاذ المواقف المناسبة». وكان جديدة طالب الرؤساء الثلاثة ب «إعادة توقيف المتهمين وإحالة الملف وبالسرعة القصوى على المجلس العدلي». ودعا «الإخوة الى ضبط النفس والتزام ما يصدر عن الدائرة من توجيهات والامتناع عن قطع الطرق»، معلناً أن «العلماء في عكار يمهلون المسؤولين مدةً قبل ان يتخذوا خطوات سلمية يرونها مناسبة لإحقاق الحق». وألقى الشيخ هيثم الرفاعي كلمة باسم «الجماعة الإسلامية»، حذّر فيها المسؤولين من «مغبة عدم العودة عن قرار الإخلاء». وتواصلت الاجتماعات امس، وعقد عصراً اجتماع في مسجد البيرة في حضور المفتي اسامة الرفاعي وعلماء المنطقة ونوابها ومنسقي «تيار المستقبل»، خُصص للبحث في التحركات المقبلة. الى ذلك، أعرب عدد من اهالي البيرة امس، عن استيائهم من كلام رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في شأن قضية الشيخين، ووصفوه ب «الاستفزازي»، واعلنوا انهم ينتظرون ما ستؤول اليه الامور في مجلس الوزراء اليوم.