يدشن الرئيس المصري محمد مرسي أول زيارة رسمية خارجية له منذ انتخابه بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين الأربعاء المقبل، قبل أن يؤدي مناسك العمرة. وأعلن أمس سفير السعودية في القاهرة أحمد قطان، عقب لقائه مرسي ظهر أمس، إنه نقل الى الرئيس المصري رسالة من خادم الحرمين الشريفين يدعوه فيها الى زيارة المملكة. وقال «إن الرئيس مرسي حينما التقيت به من قبل وعدني بأن تكون السعودية هي أول دولة يزورها عندما يصبح رئيساً لمصر، وإن هذا أمرًا يفرحنا كثيرًا، لأنه يدل على مدى اعتزاز الرئيس المصري بالسعودية ومكانتها الكبيرة لديه وأهميتها، وكذلك شعب السعودية وملكها وحكومتها يبادلونه هذا الاهتمام والاحترام». وأكد أن الزيارة «ستؤتي ثمارها المنشودة بإذن الله في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية»، مشيرا الى «ان المنطقة العربية تواجه مشاكل عديدة، ومن دون مصر والسعودية لا يمكن للأمة العربية أن تواجه هذه الأزمات، ولذلك فإن المحادثات ستتناول الهموم التي تمر بها المنطقة العربية». وأشار إلى أن برنامج الدعم الاقتصادي السعودي لمصر تم الانتهاء منه تماماً قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، حيث سلَّمت المملكة مبلغ مليار دولار للبنك المركزي المصري كوديعة، و500 مليون دولار آخرى لدعم الاقتصاد المصري. ويلتقي الرئيس المصري اليوم نائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز الذي التقى أمس رئيس الاستخبارات المصرية ممدوح موافي وقائم مقام بابا الأقباط الأنبا باخوميوس الذي صرح أن الأقباط ينادون بدولة مدنية في مصر. أما على صعيد المشاورات لتسمية رئيس حكومة جديدة، بات واضحًا أن الخطوة تمر بمخاض عسير في ظل خلافات بين القوى السياسية على الأسماء المطروحة، وانشغال مرسي بترتيبات حكمه. وعلم أن اتجاهاً لدى مؤسسة الرئاسة بالإبقاء على حكومة الدكتور كمال الجنزوري لثلاثة شهور مقبلة، وذلك لإنجاز ملفات كانت قد فتحتها قبل تولي مرسي سدة الحكم، في مقدمها قرض صندوق النقد الدولي. وقال مصدر مسؤول إن الرئيس المصري يسعى إلى اختيار شخصية «توافقية» لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وان ما يعنيه بشكل أساسي، اختيار شخصية تحظى بالتوافق من كافة القوى والتيارات السياسية، بهدف ضمان النجاح لها. وأشار الى إن مرسي وجَّه رئيس حكومة تسيير الأعمال والمحافظين بالاستمرار في العمل لحين تشكيل الحكومة وإجراء حركة محافظين جدد. واستنفرت جماعة «الإخوان المسلمين» أعضاءها أمس لدعم مشروع مرسي الرئاسي، وعقدت اجتماعاً لمجلس شورى الجماعة (أعلى سلطة تشريعية في الإخوان) حيث ركز في مناقشة دعم أعضاء الجماعة في المحافظات للبرنامج الرئاسي لمرسي، كما تطرق إلى بحث رؤية الجماعة في تشكيلة الحكومة الجديدة، والاستعداد لانتخابات المحليات والبرلمان المقبلة. على صعيد آخر، بات في حكم المؤكد أن يلحق مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) بمجلس الشعب (الغرفة العليا) بعدما أحالت محكمة القضاء الإداري أمس القانون الذي نظَّم انتخابات مجلس الشورى على المحكمة الدستورية العليا للفصل فى مدى دستورية نصوصه، علماً أن النظام الانتخابي الذي جرى عليه انتخاب أعضاء مجلس الشورى هو نفسه الذي تسبب في قرار المحكمة الدستورية بحلِّ مجلس الشعب منتصف الشهر الماضي.