توقّع عدد من مصنعي وتجار التمور أن يتأخر موسم الرطب هذا العام إلى بعد شهر رمضان المبارك، عدا كميات بسيطة من رطب المدينةالمنورة الذي لا يعوض رطب المناطق الأخرى، خصوصاً أن استهلاك التمور في رمضان يتجاوز 25 في المئة من حجم الإنتاج السنوي. وأكدوا أن المتوافر حالياً من التمور في السوق سواء من المكنوز بأنواعه أم من الرطب، من إنتاج محصول العام الماضي، وهناك طلب عليه من الخارج، خصوصاً من اليمن الذي يتم تصدير كميات كبيره إليه من خلاص الأحساء، إضافة إلى بعض دول الخليج التي ترغب في خلاص وسكري القصيم. وقال مدير «تمور العثمانية» سعود زيد التميمي ل «الحياة» إن السوق لا تتوافر فيها إلا كميات محدودة من رطب المدينة ومن رطب العام الماضي، مشيراً إلى أن رطب الخرجوالقصيموالأحساء لن يتم جنيه وتسويقه بكميات كبيرة وجيدة إلا في شهر شوال المقبل، ومن المتوقع أن تكون أسعاره مستقره نظراً إلى انتهاء شهر رمضان المبارك الذي ارتبط روحانياً بالرطب. وأشار إلى أنه يتم حالياً تصدير كميات كبيرة من منتج العام الماضي من خلاص الأحساء إلى اليمن، وكذلك خلاص وسكري القصيم وخلاص الخرج إلى دول الخليج، إضافة إلى الجمعيات الخيرية التي يتم تزويدها بكميات كبيرة لتفطير الصائمين وتوزيع بعضه على الفقراء والمحتاجين. وذكر التميمي معاناته مع الأيدي العاملة في مجال التمور وندرتها، ما أوجد عقبة كبيرة أمام كثير من المصنعين والمنتجين لضخ كميات كبيرة في السوق، لافتاً إلى أن هناك عمالة اتجهت إلى شراء محصول مزارع كبيرة من التمور من أصحابها ويقومون بإعداده وتصنيعه وبيعه في السوق ويحققون أرباحاً كبيرة من ذلك. ولفت إلى أنه يمتلك مصنعاً للتمور وينتج سنوياً اكثر من 2000 طن ويضعها في السوق، ولو توافرت عمالة ماهرة في هذا المجال لضخ كميات أكبر من ذلك، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على التمور من الداخل والخارج. من جهته، أكد تاجر التمور مدير تمور «لينة القصيم» صالح مانع أن موسم الرطب هذا العام تأخر، ومن المتوقع أن يكون بعد رمضان، ما جعل المستهلكين يطلبون المكنوز المنتج من العام الماضي، إذ لا تزال الأسعار مرتفعة، ومن المتوقع نزولها مع بداية الأسبوع الأول من رمضان بنحو 30 في المئة، خصوصاً أن هناك كثيراً من الأسر لا تزال تمتلك كميات كبيرة في برادات خاصة سيتم استهلاكها في شهر رمضان المقبل. وأكد أن هناك طلبات من كل من اليمن والإمارات وقطر والكويت، إذ يتم تصدير متطلباتهم من التمور من قبل أسبوع، لافتاً إلى أن منتج المدينةالمنورة بدأ ولكنه بكميات محدودة. ولفت مانع إلى أن الرطب له روحانية كبيرة في رمضان، إلا أن تأخر المحصول هذا العام يجعل السعوديين يفطرون على منتج العام الماضي الذي تم وضعه في ثلاجات وبيعه بأسعار رخيصة. وأكد أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من التمور المنتجة من العام الماضي وتكفي لحاجة المستهلكين، إلا أن كثيراً من المستهلكين يفضلون محصول العام الحالي. من جهته، أكد المواطن عبدالرحمن الغامدي أن روحانية الرطب في رمضان مفقوده هذا العام، ما جعل الكثير من المستهلكين يشترون منتج العام الماضي. وأوضح أن التمور الموجودة في السوق ليست بجودة المنتج الجديد، وكذلك الرطب الموجود في الثلاجات فقد كثيراً من جودته، مشيراً إلى أن الأسعار لا تزال مرتفعة على رغم أن المتوافر هو من محصول العام الماضي. وأضاف أن الأسعار متفاوتة من محل إلى آخر، إلا أنها ليست مرتفعة، نظراً إلى عدم جودة التمور، على رغم توافر كميات وأنواع عدة. وكانت توقعات أشارت إلى أن السعودية ستحقق خلال السنوات الخمس المقبلة أرباحاً من التمور تتجاوز 25 بليون ريال على رغم سوء عملية التسويق.