توقع تجار تمور إقبالاً كبيراً في الطلب على التمور خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، خصوصاً مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج القادمين من خارج المملكة والذين تراجع عددهم العام الماضي، بسبب المخاوف من أنفلونزا الخنازير.ورجح صاحب مؤسسة دلالة تمور إبراهيم شراحيلي ارتفاع الطلب على التمر خلال العام الحالي بسبب زيادة عدد المعتمرين والحجاج مقارنة بالعام الماضي الذي شهد تراجعاً في أعدادهم بسبب مرض أنفلونزا الخنازير. وقال شراحيلي ل«الحياة» إن «40 في المئة من الزبائن في سوق الرياض الدولية يأخذون المنتج إلى خارج الرياض سواء إلى المنطقة الشرقية أو إلى البحرين والإمارات والكويت، وهؤلاء تجار معروفون في السوق»، متوقعاً تأثر العرض خلال الأيام المقبلة بسبب تعرض مناطق جنوب السعودية والغربية مثل المدينةالمنورة لأمطار غزيرة تعوق جني المحصول، وقد تتعرض بعض المزارع للضرر، لافتاً إلى أنه ستتضح الرؤية بشأن كميات الإنتاج خلال الأيام المقبلة. وعن أنواع التمور ومن أين تأتي، قال شراحيلي: «أنواعها بالمئات، وكل منطقة تشتهر بنوع معين من التمور، فمنطقة الأحساء تشتهر بالخلاص، والقصيم بالسكري، في حين أن المدينةالمنورة تشتهر بإنتاج «الروثانا»، أما الرياض وحوطة بني تميم والخرج، فأشهر إنتاجها هو نبوت السيف، إضافة إلى زراعتها الأنواع التي تختص بها المناطق الأخرى، مثل السكري والخلاص»، متوقعاً طلباً كبيراً على التمور في الرياض خلال شهر رمضان، خصوصاً مع عودة سكان الرياض من إجازتهم الصيفية. واتفق تاجر التمر خالد الورثان مع شراحيلي في أن العام الحالي سيشهد حدثاً مميزاً مشابهاً للعام الماضي، وهو أن التمور ستكون طازجة خلال شهر رمضان المبارك الذي يفضل فيه السعوديون الإفطار على الرطب، في حين أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية كان الصائمون يفطرون على التمر المخزون، إذ كان في السابق يتم تخزينه في الثلاجات حتى شهر رمضان، أما في العام الحالي فسيفطر الصائمون على التمر الطازج، وهذا الأمر يقلل الكلفة على المستهلكين لعدم تشغيل الثلاجات المخصصة للتخزين. وحول التمور المتوافرة في السوق حالياً، قال الورثان إن تمور المدينةالمنورة خصوصاً «الروثانا» هي الأكثر توفراً في السوق، لأن تمر المدينة هو الذي ينضج في البداية نتيجة الأجواء الحارة هناك، مشيراً إلى أن سعره قبل شهر بلغ 50 ريالاً للكيلو غرام، في حين أن سعره حالياً يبلغ 18 ريالاً للعبوة التي تزن 2 كيلو غرام. وأشار إلى أن التمور التي تنتج في منطقة الرياض بدأت تظهر في السوق ولكن بكميات قليلة، إذ إنها على وشك النضوج، وهي المفضلة لدى سكان العاصمة، وتشهد طلباً كبيراً من الزبائن، وخلال الأيام المقبلة ستشهد السوق دخول أنواع أخرى من التمور ما سيرفع من حدة المنافسة. أما محرج التمر علي محمد، فقال إن السوق تشهد حالياً ركوداً كبيراً مقارنة بالعام الماضي على رغم توقعات النمو خلال العام الحالي، وهذا الأمر أسهم في انخفاض الأسعار كثيراً، لافتاً إلى أن سفر السعوديين إلى الخارج لقضاء إجازاتهم الصيفية قلل الطلب بشكل ملحوظ، كما أن استمرار إنتاج التمر حتى نهاية شهر رمضان طمأن الزبائن على توافره في أي وقت يحتاجه. وحول طرق بيع التمر في السعودية، قال محمد: «يكون عن طريق شراء المحصول كاملاً من المزارعين قبل الحصاد أو بعده، أو أن يقوم المزارع بالذهاب بمحصوله إلى السوق وتسليمه للمؤسسات المختصة في المزايدات للمزايدة على المحصول وبيعه، والطريقة الأخيرة أن يقوم صاحب المزرعة شخصياً ببيعه مباشرة من خلال «المباسط» التي يستأجرها أو في سياراته المخصصة للبيع». ووصف أسعار التمور في الوقت الحالي بأنها منخفضة، ويراوح سعر الكيلو غرام للجملة ما بين 3 و 8 ريالات للكيلو، لافتاً إلى أن التمور المنتجة من منطقتي الأحساء والقصيم لم تأتِ حتى الآن، وستكون متوافرة مع مطلع شهر رمضان المبارك، إذ تنشط السوق خلاله كثيراً، واعتبرها من أفضل التمور على مستوى المنطقة بل والعالم. وأشار إلى أن المستفيدين من الأسعار في الوقت الحالي هم أصحاب المحال الذين يشترون بأسعار منخفضة ويبيعون بأسعار مرتفعة، وتتجاوز نسبة أرباحهم 100 في المئة، في حين أن المزارع والمحرج لا تصل نسبة ربحهما إلى 20 في المئة من القيمة. أما خبير التمور سليمان الذروي، فتطرق إلى غش التمور وقال: «الغش الموجود في السوق مصدره العمالة الأجنبية التي تقوم بشراء مزارع التمور بشكل كامل، ثم تقوم بخلط الأنواع الجيدة مع السيئة، من خلال وضع النوع الجيد منها في الأعلى، والأقل جودة في الأسفل، أما المزارعون السعوديون فإنهم في الغالب يحرصون على سمعتهم، إذ إن لهم زبائن معروفين، وبالتالي فإن تمورهم تكون جيدة وخالية من الغش في العادة». وتشير تقديرات غير رسمية إلى وصول عدد أشجار النخيل في المملكة إلى أكثر من 25 مليون نخلة، تنتج نحو مليون طن من التمور، تتوزع على أكثر من 400 نوع، وتبلغ قيمة التمور المنتجة سنوياً نحو 6 بلايين ريال، تشكل 16 في المئة من قيمة الإنتاج الزراعي المحلي، وتصل المساحة المزروعة بالنخيل في السعودية إلى نحو 151 ألف هكتار. ويتم استهلاك أكثر من 55 في المئة من إنتاج السعودية داخل الأسواق المحلية، خصوصاً في مواسم الحج والعمرة، فيما لا تزيد الصادرات السعودية من التمور على 15 في المئة فقط من الإنتاج. ويوجد في المملكة 54 مصنعاً متخصصاً تستوعب 70 ألف طن من التمور، وتعادل 8 في المئة فقط من الإنتاج المحلي.