ماذا لو احتوت منازلنا عام 2050 أنظمة حديثة وتقنيات دقيقة، بعضها لا يرى بالعين المجردة، تساعدنا على إدارتها بسلاسة وكفاءة. لتصبح المنازل هي المكاتب والمصانع، إضافة إلى كونها أماكن للراحة والاسترخاء والتواصل مع الأسرة ؟ ماذا لو أن في مقدورك قطع مسافة ساعتين ونصف الساعة مسافراً من مدينة الدمام إلى مدينة جدة، عبر القطار المغناطيسي ذي الكفاءة العالية، الذي تولد الكهرباء فيه عن طريق الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح أو الطاقة النووية؟. ربما أنها أحلام لم تعرف طريقها أرض الواقع، لكن معرض السعودية 2050 المقام ضمن فعاليات برنامج أرامكو السعودية الثقافي بالشراكة مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية المتجددة (مشكاة)، سيصبح الأمر أمامك حقيقياً جداً، إذ إنك ستملك القدرة على صناعة سيارتك وطائرتك وحتى منزلك، والفتك بالأمراض التي قد تصيبك أو تصيب أحداً من أطفالك، قبل أن تظهر أعراضها بشكل جلي. في مدينة الظهران كانت خيمة واحة الأجيال عالم آخر يفصلك عن واقعك الحقيقي، لتدخل دهاليز المستقبل عبر ألف ضوء وضوء، قبل أن تتمنى سراً أن يكون أديسون حاضراً معك، ليشاركك متعة الحلم، لأن قدرة عقل الإنسان ستذهله وتجبره على قيادته للثورة التقنية وتحديث معظم الاختراعات البشرية. في معرض السعودية 2050 وقف علي الغامدي ذو العشرة أعوام أمام شاشة العرض المسطحة إلى جوار إحدى المتطوعات التي لم تمل من مساعدته على صناعة طائرة المستقبل، اختار علي أن تصبح الطائرة شفافة السقف لكي يقل وزنها، كما استطاع أن يختار نوع الوقود، ووضع تصوراً لأن تقود الطائرة نفسها من دون الحاجة إلى طيار، وأعطى مساحة هائلة للمقاعد. يقول علي، من دون أن يرفع عينيه عن الشاشة: «لا أشعر بأني أحلم، أعتقد أن ما أقوم به سيصبح حقيقة حتى قبل 2050 ميلادياً». ويشرح المشرف على وحدة المعرفة والأبحاث بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الدكتور خالد اليحيى ل«الحياة» معرض السعودية 2050، إذ يقول: «هو معرض تفاعلي متنقل، صُمم بطريقة تشرح تأثير حفظ الطاقة والتطور التكنولوجي على طبيعة المستقبل الذي سنعيشه، وسيشجع المعرض الزوار ليس فحسب على النظر إلى المستقبل، بل أيضاً على «تشكيل المستقبل»، والمشاركة بصناعته من خلال توضيح الدور المنوط بنا في إنشاء مستقبل مشرق وجميل للمملكة» يضيف: «هذا المعرض سيكون متنقلاً بين مناطق السعودية، لنشر العلوم والثقافة وإلقاء الضوء على الفرص المستقبلية». ويحوي المعرض على 15 معروضة تتعلق بالسفر والعمل والمناظر الطبيعية والمنازل والمباني والمدن والأطعمة والمركبات، إذ جاءت عبر رؤية علمية دقيقة، تفضي إلى التعريف بتقنيات الطاقة الجديدة، التي تغير معالم وسائل النقل، وتقلص مدده الزمنية، وتساعدنا هذه التقنية على استخدام نوع جديد من الوقود، الذي يحفظ البيئة من أية آثار سلبية قد تلحق بها، ويحمل المعرض بين ردهاته نظرة إيجابية نحو المستقبل للسعودية بمجموعاته الخمس، والتي تتحدث عن الفرص والتكنولوجيا التي ستكون متاحة في المستقبل، وتحث الأطفال والنشء القادم على الخيال والابتكار والصناعة.