تستأنف اليوم مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي، في جولة وصفتها مصادر مصرية مطلعة ب «الشاقة وشبه النهائية»، إذ يتلقى خلالها الراعي المصري ردود الجانبين على مشروع اتفاق التهدئة. وأكدت المصادر ل «الحياة» أن الاتفاق يحظي بتأييد دولي كبير، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة أبلغت مصر أنها تضمن التزام إسرائيل ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، كما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مصر دعمه ما ورد في مشروع الاتفاق. (للمزيد) في غضون ذلك، أعلن رئيس الوفد الفلسطيني الموحد إلى مفاوضات القاهرة أن مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة سيعقد مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل في القاهرة بمشاركة الجهات الدولية والمانحين. وأكد في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة- السبت، أن «الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي اتفاق هزيل، ونحن في الوفد أهدافنا واضحة، فأي اتفاق يجب أن يلبي مطالبنا، وفي مقدمها وقف العدوان، والبدء بإعادة الإعمار، وفك الحصار بشكل شامل». وشدد على «استعادة ما سلبه الاحتلال من حقوق، وفي مقدمها الميناء ومطار غزة الدولي، وفتح المعابر وضمان حرية الحركة من غزة إلى الضفة الغربية والعكس». وأشار الى أن «قضية الميناء والمطار... في صلب اتفاقات وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، فنحن لا نطلب أكثر من الحقوق التي اعتدت عليها إسرائيل وسرقتها». وأوضح أحد أعضاء الوفد الفلسطيني في القاهرة، أنه تم خلال الجولة السابقة من التفاوض تقسيم المفاوضات إلى مسارين: الأول سياسي، ويتضمن مسائل الأسرى والمعتقلين وجثث القتلى لدى الجانبين، وهي أمور مؤجلة لما بعد تثبيت التهدئة، فيما المسار الثاني إنساني، ويتعلق بوضع آلية لرفع الحصار نهائياً عن قطاع غزة وليس تدريجاً، بما يضمن سهولة وصول المساعدات والأفراد إلى القطاع، وكذلك عدم اعتراض حركة الصيد. واستبق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الجولة الجديدة من المفاوضات اليوم في القاهرة، بالإعراب عن التشاؤم حيال التوصل إلى اتفاق شامل لوقف النار. وأكد عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق أن «موقف الوفد واضح: لن يقبل ما عرض عليه قبل المغادرة، ونرفض أي صيغه لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني، وهناك ملفات كثيرة غير مقبولة للوفد»، في إشارة إلى الاقتراح المصري الأخير. وفي إسرائيل، قالت القناة العاشرة إن المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي «يعارضان أي اتفاق لا يعيد جثتي الجنديين» الموجودتين لدى فصائل المقاومة. ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن «الفجوات بين الطرفين كبيرة للغاية»، مشيرة إلى أن تل أبيب «لن تتنازل عن مطالبها الأمنية»، وأن وفدها «سيذهب إلى القاهرة ليل السبت- الأحد بمطالب محددة». ومن المقرر أن يتصدر ملف العدوان الإسرائيلي على غزة اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية ال142 في السابع من أيلول (سبتمبر) المقبل.