أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن موقف الجامعة في الأزمة السورية يقوم على أساس الحل السلمي، موضحاً في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة أن الحل السلمي هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه كل الجهود لأن الحل العسكري ليس في مصلحة الدولة السورية ولا حكومة سورية ولا شعب سورية نفسه. وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي سيطرح تقييم الجامعة لنتائج مؤتمر المعارضة السورية الأخير الذي رعته الجامعة في القاهرة على الأطراف المشاركة في مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده اليوم بباريس. ولفت بن حلي إلى أن الخلافات التي شهدها مؤتمر المعارضة السورية سببها دخول الأطراف في قضايا جوهرية مكانها الطبيعي الدستور وليس أوراق عمل تعرض في مؤتمرات عامة. ونوَّه بأن الجامعة كانت مجرد راعية للمؤتمر طبقاً لقرار وزراء الخارجية العرب في 2 حزيران (يونيو) الماضي في الدوحة. ورد بن حلي على سؤال عن الوثائق الصادرة عن مؤتمر المعارضة والتي تدعو إلى إسقاط الرئيس السوري وكيف يمكن تحقيق ذلك إلا باستخدام القوة، قائلاً: إن الجامعة غير معنية بما صدر عن المؤتمر من وثائق فهذه الوثائق تخص أطراف المعارضة وهم المسؤولون عنها. وتابع: «إذا كانت هناك بعض الدول العربية أو بعض أطراف المعارضة ترى بأن الحل العسكري هو المناسب فهذه المواقف تخص أصحابها وليست الجامعة». وأكد بن حلي أن المؤتمر مجرد خطوة مهمة نحو بلورة موقف ورؤية مشتركة للمعارضة السورية وأن الجامعة ملتزمة استحقاقات تقوم بها ومنها عقد هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن «الأزمة السورية لابد أن تحلَّ وأن أمامنا خريطة طريق واضحة ممثلة في مبادرة المبعوث العربي الأممي المشترك كوفي أنان والمستمدة من خطة الجامعة لحلِّ الأزمة». وقال إن هذه المبادرة تحظى بموافقة ودعم المجتمع الدولي والحكومة السورية وأطراف المعارضة ولابد في نهاية المطاف من وقف القتل والعنف الأعمى الذي يتسبب بسقوط ضحايا سوريين بصورة يومية وبأعداد مهولة. وحذَّر بن حلي من استمرار الأزمة السورية وإطالة أمدها؛ لأن ذلك من شأنه أن ينزلق بسورية إلى منحدر تنتج منه عواقب وخيمة، مطالباً الحكومة والمعارضة بالتحلي بالحكمة والعقل والانخراط في عملية سياسية سلمية تفضي إلى حلٍّ.