فشل المنتخب السعودي أخيراً - كعادته - في إسعاد جماهيره الصابرة والمتعطشة في بطولة كأس العرب، التي تقام هذه الأيام في جدة والطائف، وفشل مدربه العالمي الهولندي فرانك ريكارد في تقديم منهجية تدريبية من شأنها أن تقنع عشاق الأخضر ومحبيه في كل مكان، وأن ترسم البهجة والتفاؤل في الشارع السعودي الذي ما زال يغلي منذ أشهر عدة، إذ ودع الأخضر كأس العرب من أمام ليبيا بشكل محزنٍ بات مألوفاً، وبصورة فنية ضعيفة ومستويات أدائية غير مقنعة من المستضيف. لم يكن ريكارد بأفضل حال من فريقه في البطولة، وتحديداً في لقائي فلسطين وليبيا، إذ ظهر مكتوف الأيدي تماماً وعاجزاً عن تعديل الوضع الهزيل للكرة السعودية، ولم تسعفه خبرته الميدانية والتدريبية العريضة من انتشال الأخضر من معاناته، ليسقط الاثنان في دائرة الفشل المشترك والهوية الأدائية المفقودة. لم يكن المدرب ريكارد واقعياً، وهو يؤكد أنه يمضي بالمنتخب السعودي في الطريق الصحيح، وأن النتائج تبشر بالخير، بينما الواقع المرير عكس ذلك تماماً، إذ خرج الصقور الخضر من قائمة أفضل 100 منتخب في العالم شهرياً للمرة الأولى في تاريخهم، بعد تراجع الأخضر إلى الترتيب 101 في التصنيف الشهري الأخير من الاتحاد الدولي «الفيفا»، وتراجعه أيضاً إلى المركز ال 11 عربياً، والمركز 11 آسيوياً في سابقة خطرة تضع علامات الاستفهام حول مستقبل الكرة السعودية على يد الهولندي، الذي ما زال يرسم أحلامه الوردية، حتى وهو يقود «أسياد آسيا» إلى الهاوية مردداً أنه يقوده نحو المستقبل المشرق. عانت الكرة السعودية مع ريكارد، إذ فشلت للمرة الأولى في تجاوز التصفيات الآسيوية التمهيدية المؤهلة إلى التصفيات النهائية لكأس العالم، التي ستقام في البرازيل 2014، وتوقف الحلم الأخضر في محطة أستراليا بخسارة مذلة برباعية نارية عجلت برحيل الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولم يقدم ريكارد حتى الآن ما يشفع له في البقاء في تدريب الأخضر، خصوصاً في ظل العقد المالي الكبير. ويرى مشجعون ونقاد أن الكرة السعودية حالياً تحتاج إلى مدرب إعداد من طراز رفيع، يبحث عن تحقيق النجاحات الحقيقية في مسيرته التدريبية بدلاً من مدرب حقق كلّ ما يريد مع أفضل فريق عالمي «برشلونة الإسباني»، فيكفي السعوديين وعوداً رنانة وبشائر وأحلاماً مستقبلية، لم تفق منها حتى الآن، وهي تودع كل بطولة حتى استقرت بها الحال في خارج قائمة أفضل 100 منتخب في العالم.