تواصلت عمليات القصف والاشتباكات الاربعاء في مدن سورية عدة، تركزت بشكل خاص في ريف دمشق وحمص (وسط) ودرعا (جنوب)، ما ادى الى مقتل 19 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وأعلن ناشطون العثور على آثار مذبحة في صناديق القمامة في ضاحية دوما. وفيما انشق لواء سوري وانضم إلى المعارضة وفر إلى تركيا أمس أعلنت "جبهة النصرة" المتشددة مسؤوليتها عن تفجير مقر محطة تلفزيون "الاخبارية" السورية الاسبوع الماضي الذي قتل فيه سبعة اشخاص. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان مقتل مدني برصاص قوات النظام في حي الميدان في دمشق، بينما شهدت محافظة ريف دمشق مقتل ثلاثة مدنيين أحدهم إثر اطلاق النار على سيارة كانت تقله في مدينة داريا وثان برصاص القوات النظامية في بلدة حمورية عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء، وثالث سقط برصاص قناصة في عربين. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن اطلاق نار كثيف في جوبر بالعاصمة بالقرب من كراج العباسيين، اضافة الى انتشار امني كثيف في ساحة الشهداء، بينما شهدت مدينة مسرابا في الريف "قصفاً عشوائياً أدى الى تدمير عدد من المنازل، وترافق مع اقتحام المدرعات والدبابات للمدينة". وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان مناطق الريحان وحمورية وسبقا والغوطة الشرقية وحرستا في ريف دمشق تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين في حي الخالدية جراء القصف، في حين تتعرض بلدة تلبيسة في ريف حمص منذ الصباح الى "قصف عنيف استهدف المناطق السكنية من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على البلدة". ولفتت لجان التنسيق الى تعرض حي جورة الشياح الى اطلاق نار كثيف "بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة الى شارع البريد وشارع المظلوم". واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى وجود "مئات العائلات المحاصرة في حي جورة الشياح المهددين بالابادة حيث لم يسمح لهم بالخروج بسبب الحصار الخانق على حمص والقصف مستمر على الحي منذ اكثر من شهر على التوالي". وفي ريف درعا جنوبا، اشار المرصد الى مقتل طفلين بعد منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء إثر القصف الذي تعرصت له بلدة المسيفرة، كما قتل ملازم منشق خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وفي محافطة دير الزور (شرق) اشار المرصد الى "استشهاد مقاتل صباحاً في الباغور بريف دير الزور إثر عملية للكتائب المقاتلة" وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل بحسب المرصد ستة مدنيين منهم اربعة إثر مكمن نصبته لهم القوات النظامية السورية في مدينة معرة النعمان واثنان في خان شيخون جراء القصف. وافادت الهيئة العامة للثورة عن اقتحام قوات الامن لبلدة جبل الزاوية - الرامي بالآليات الثقيلة ومئات الجنود وسط اطلاق نار كثيف وحملة دهم واعتقالات وتكسير وسلب للمحلات التجارية ومنازل المواطنين. وفي محافظة حماه وسط سورية، اعلن المرصد مقتل شخصين احدهما قائد احدى السرايا المقاتلة برصاص قوات النظام في حي الاربعين وطفل إثر القصف الذي تعرضت له قرية شيزر بريف حماه. وافادت الهيئة العامة للثورة عن "اقتحام حيي الصابونية والقصور وشن حملة مداهمات واعتقالات مع سماع إطلاق نار كثيف في حي طريق حلب من جهة فرع الأمن السياسي". وفي محافظة اللاذقية الساحلية "استشهد مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية على الحدود السورية - التركية"، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى "تعرض قرى وبلدات جبل الاكراد بريف اللاذقية الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة منذ اسابيع عدة". وفي محافظة السويداء جنوب البلاد ذات الغالبية الدرزية، اطلق عدد من المهندسين اعتصاماً مفتوحاً حملوا خلاله لافتات مطالبين ب "الحرية لمعتقلي الرأي"، بحسب ما اظهر شريط فيديو وزعته لجان التنسيق المحلية. دوما: آثار مذبحة في صناديق القمامة الى ذلك، ذكر نشطاء أمس إن سوريين في ضاحية دوما التي باتت اشبه بمدينة اشباح عثروا على جثث مشوهة في صناديق القمامة التي فتشوها بحثاً عن أشلاء خلفتها فرق إعدام اجتاحت مناطق مناهضة للحكومة بعد أن أخرج الجيش مقاتلي المعارضة منها. وقال مواطن من دوما يدعى زياد إن 90 في المئة من السكان فروا من دوما التي يبلغ عدد سكانها نحو 110 آلاف نسمة. وقال رجل يفتش في صندوق قمامة مقلوب: "هذه اجزاء من ابنائنا التي نخرجها من مقالب القمامة. عثرنا على هذه الاشلاء وما زلنا نبحث عن المزيد. هذه أشلاء محترقة". وأظهرت مقاطع فيديو، بثتها المعارضة ولا يمكن التأكد من صحتها، جثثاً متعفنة في برك من الدماء الجافة في ازقة مظلمة وقد غطى الذباب وجوهها. وفي احدها ظهرت امرأة وابنها وهما ممددان في غرفة للمعيشة. وقال الناشط الذي كان يعلق على الفيديو إنهما طعنا. وأظهر تسجيل فيديو ثالث قطعاً من اللحم المتفحم قال نشطاء إنها اعضاء تناسلية مقطوعة. ونقلت "سانا" عن محافظ ريف دمشق حسين مخلوف قوله إنه "سيتم تأمين سلات غذائية للمواطنين عند عودتهم إلى المدينة، داعياً سكان المدينة للعودة إلى منازلهم بعد أن أصبحت المدينة آمنة مشيراً إلى توافر جميع الخدمات الضرورية والبنى التحتية." وقال زياد المقيم في دوما: "اذا سمحت لهم الحكومة بالعودة سينتقل مقاتلو المعارضة الى منطقة اخرى للقتال. اذا لم يحدث هذا فسيفعلون في دوما ما فعلوه في حمص"، مشيرا الى المدينة التي شهدت حرب مدن لفترة طويلة. على صعيد آخر، قال مسؤولون في الجيش السوري الحر إن لواء سورياً في كتيبة هندسة بالجيش انشق وانضم إلى المعارضة وفر إلى تركيا الأربعاء ليرتفع بذلك عدد الضباط السوريين المنشقين من ذوي الرتب الكبيرة الذين فروا لتركيا إلى 16 ضابطا. وتستضيف تركيا الان نحو 250 ضابطا انضموا إلى صفوف الجيش السوري الحر في إقليم هاتاي بجنوب البلاد وتقدم دعما في مجال الامداد والتموين للمعارضين لكن أنقرة تنفي تزويدهم بالأسلحة. وقال مسؤولون في الجيش السوري الحر رفضوا نشر أسمائهم إن عدد الضباط المنشقين يرتفع يوميا لان تفاديهم الضلوع في الصراع أصبح أكثر صعوبة. الى ذلك، أعلنت "جبهة النصرة" المتشددة في بيان نشر على الانترنت مسؤوليتها عن تفجير مقر محطة تلفزيون الاخبارية السورية الاسبوع الماضي الذي قتل فيه سبعة اشخاص.