سلم الجيش الفرنسي أمس رسمياً القوات الأفغانية مسؤولية الأمن في ولاية كابيسا (شمال شرق)، المنطقة المضطربة الأخيرة التي خضعت لإشرافه في أفغانستان. لكن خبراء كثيرين يشككون في قدرة القوات الأفغانية على ضمان أمن الولاية والبلاد عموماً بعد رحيل الغربيين. جاء ذلك في حفلة حضرها ممثلو دول الحلف الأطلسي (ناتو) ومسؤولون أفغان في عاصمة الولاية محمود الراقي، وشهدت رفع العلم الأفغاني أمام مقر السلطات الإقليمية بدلاً من علم «الناتو» الذي كانت ترفعه القوات الفرنسية. وفيما يشكل التسليم عاملاً مهماً في عملية سحب القوات الفرنسية من أفغانستان، والتي قرر الرئيس فرنسوا هولاند تسريعها عبر إعادة ألفي جندي من اصل 3550 بحلول نهاية السنة الحالية، قال السفير الفرنسي في أفغانستان، برنار باجوليه، بعد التسليم: «إنها خطوة مهمة لأفغانستان على طريق ممارسة سيادتها الكاملة». وأضاف: «تطوي القوات الفرنسية صفحة مهمة في كابيسا، لكن فرنسا لن تغادر الولاية التي ستستمر في تنفيذ مشاريع مساعدة فيها تشمل خصوصاً مجالات التربية والصحة وتوفير الكهرباء والزراعة». ووصف الجنرال أريك هوتكلوك رايسز، قائد القوات الفرنسية في أفغانستان التسليم بأنه «يوم رمزي بالنسبة إلى كابيسا والجيش الفرنسي، مؤكداً أن «التقدم الذي تحقق حقيقي، ويسمح بالنظر إلى المستقبل بتفاؤل وهدوء». أما وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك والداخلية بسم الله خان فأكدا القدرات الأمنية الأفغانية، علماً أن التسليم واكب المرحلة الثالثة من خطة تولي القوات الحكومية مهمات الأمن، والتي تطبق اليوم في 8 ولايات و11 مركز ولاية و40 منطقة. وتولت القوات الفرنسية مهمتها في كابيسا، على غرار مقاطعة سوروبي وكابول، عام 2008، واعتبرت الأكثر صعوبة لها منذ انتشارها في أفغانستان نهاية 2001، باعتبار أن الولاية تشهد نشاطاً كبيراً للمتمردين. وبعدما استهدفت الجنود هجمات دامية كثيرة، قرر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تسريع سحب القوات الفرنسية المقاتلة واستكماله في 2013. وبعد انتخابه في أيار (مايو) الماضي، قرر خلفه فرنسوا هولاند تقديم هذا الموعد إلى نهاية 2012، أي قبل سنتين من الانسحاب المقرر لقوات الحلف الأطلسي في نهاية 2014. وفي نيسان (أبريل)، نقلت فرنسا إلى الأفغان مسؤولية الأمن في سوروبي، الأكثر هدوءاً من كابيسا، ما شكل أول خطوة على طريق الانسحاب. وسيتولى الجنود الفرنسيون ال 1550 الذين سيتواجدون في أفغانستان بعد نهاية 2012، تدريب القوات المحلية وإزالة قواعد وتنظيم عودة الآف من الآليات والحاويات إلى كابول ثم فرنسا. على صعيد آخر، فتح جندي أفغاني النار على جنود أميركيين بعدما دخل قاعدة ل «الناتو» في ولاية ورداك (وسط)، ما أدى إلى جرح 5 منهم. وأفاد مسؤول محلي بأن المهاجم الذي يدعى ولي محمد، نجح في الفرار.