أكد الرئيس بشار الأسد رفض «أي شيء يفرض علينا من الخارج»، قائلاً إن «أهم شيء يعنينا ولا نوافق على غيره هو أن كل شيء يتم اتخاذ القرار في شأنه داخل سورية وليس خارجها». وأشار الأسد إلى أن سياسات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «لم ترسل للشعب السوري سوى الدمار والدماء»، مؤكداً «سنبقى نعمل جاهدين كي لا تصل الأمور إلى مواجهة» بين سورية وتركيا بعدما أشار إلى أن «الشعب التركي يعلم أن الحكومة (التركية) تريد أن تجره إلى مواجهة من أجل مصالح خاصة». وعبر الأسد عن أسفه لإسقاط قواته طائرة حربية تركية قبل أسبوعين وأكد أن لا نية لديه في حشد قواته على الحدود بين البلدين. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «مجموعة من وسائل الإعلام التركية، وهي صحيفة «جمهورييت» وقناتا «دي» و «سي أن أن تورك» وصحيفة «بوستا» والصحف «حرييت» و «راديكال» و «خبر ترك» طلبت إجراء مقابلة مع الرئيس الأسد وانطلاقاً من تعامل سورية بانفتاح مع وسائل الإعلام تمت الموافقة على منح اللقاء للوسائل الإعلامية المذكورة، إلا أن أربعاً من ممثلي هذه الوسائل لم يتمكنوا من الحضور إلى سورية لإجراء المقابلة بعد أن اتصل بهم مدير مكتب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وطالبهم بعدم إجراء اللقاء. وقال الأسد «كنت أتمنى مئة في المئة لو أننا لم نسقط الطائرة» التركية، وتابع أن «الطائرة كانت تحلق في ممر جوي سبق للطيران الإسرائيلي أن استخدمه ثلاث مرات ... وقد علمنا أن الطائرة تركية بعد إسقاطها». وأضاف أن بلاده لا تعتزم تحريك قوات إلى الحدود التركية. وقال «مهما تفعل حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان التي لم ترسل للشعب السوري سوى الدمار والدماء، وبصرف النظر عن هذه الحكومة التي تتمنى لشعبنا الموت فلن نقوم بحشد القوات على الحدود. ونتمنى للشعب التركي كل الخير وهو شعب شقيق. وعندما يموت مواطن تركي يعني موت شقيق بالنسبة لنا». ورفض الأسد الاتهامات التركية قائلاً إن «الدولة التي تكون في حالة حرب تتصرف على هذا النحو، الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جداً وأسقطتها الدفاعات الجوية التي اعتقدت أنها مقاتلة إسرائيلية. الجندي عند الدفاعات لم يكن لديه رادار وبالتالي لم يعلم إلى أي دولة تنتمي الطائرة». وقدم الأسد تعازيه لأسرتي الطيارين اللذين لم يعثر عليهما منذ إسقاط الطائرة. وتابع «لو أسقطت الطائرة في المجال الدولي (كما تقول تركيا) لما كنا ترددنا في تقديم اعتذارنا» الرسمي، معتبراً أن الحادث يجب ألا يؤدي إلى مواجهة مسلحة مع تركيا. وقال «لن نسمح بأن يؤدي (التوتر) إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين وهو ما سيسيء إليهما معاً». وزاد الأسد «لا نريد مجرد التفكير في أن الطائرة أرسلت عمداً إلى مجالنا الجوي. نحن نعتقد أنه كان خطأ من الطيار ونعتبر الحادث من الماضي ويجب ألا نبالغ فيه. فلا مكسب نحققه من إسقاط مقاتلة تركية. لأن الشعب التركي بادلنا المحبة بمحبة خلال الأعوام الماضية، وخلال الأزمة الجزء الأكبر من الشعب التركي لم يصدق ادعاءات حكومة أردوغان. هل أسقطناها كي نوجه ضربة للجيش التركي؟ فهو لم يقم بأي اعتداء على سورية فلماذا نوجه له ضربة؟». وقال «بالطبع كنت أفضل لو أن الأمر يتعلق بطائرة إسرائيلية». وعن نتائج اجتماعات جنيف قال الأسد إنه «لم يحصل اتصال مباشر بعد» بيننا وبين مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان أو «بين الطرف الروسي حتى هذه اللحظة. ولكن، هناك نقاط واضحة في ما صرحه أنان ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أولاً بأن الشعب السوري هو الذي يحدد، وهذا هو موقفنا في سورية. يجب أولاً وقف العنف وهذا موقفنا في سورية. يجب نزع سلاح المجموعات المسلحة وهذا هو موقفنا. الأيادي الملوثة كما قال أنان بالدماء السورية ليست موجودة داخل سورية فقط وإنما في الخارج، وهذا يؤكد دور الدول الأخرى التي تورطت. هذه النقاط بالنسبة لنا جوهرية. لكن أهم شيء يعنينا ولا نوافق على غيره هو أن كل شيء يتم اتخاذ القرار في شأنه داخل سورية وليس خارجها». وأضاف: «طالما أن كل شيء يخضع للسيادة السورية فكل شيء آخر قابل للنقاش. أي شيء يتدخل في السيادة السورية لا يعجبنا. وأمس قال أنان إن كل شيء يخضع للشعب السوري وهذا يرضينا». وشدد على أن «كلام المسؤولين الأميركيين ليس له صدقية في شكل عام. فالموقف الأميركي أساساً هو معاد لسورية في هذه الأزمة. وهم طرف في المشكلة ويقفون مع الإرهابيين في شكل واضح». وشدد على «الحفاظ على سيادتنا وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية ونحن لا نقبل أي شيء يفرض علينا من الخارج. ولو كنت أنا شخصياً أهتم بالمنصب لكنت نفذت إملاءات أميركا وطلبات البترودولار... كنت قبلت أن أبيع مواقفي ومبادئي لهذا البترودولار... والأهم من ذلك كنت نصبت درعاً صاروخية في سورية». وسئل: «إذا تطلب منك هذا المسار أن تتخلى عن منصبك في سبيل أن تنقذ شعبك وبلدك، هل تفعل ذلك؟»، فأجاب: «إذا كان ذهاب الرئيس يحقق مصلحة البلد فمن الطبيعي أن يذهب الرئيس... هذا بديهي... لا يجوز أن تبقى يوماً واحداً إذا كان الشعب لا يريدك... والانتخابات هي التي تظهر إن كان يريدك أم لا».