من كان يتصور قبل عشرين سنة، أن مصير جثمان مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين سيدخل المراهنات في روسيا؟ (راجع ص 24) يبدو أن رياح التغيير التي جرفت في عقدين، كل مخلفات الماضي الشيوعي، بدأت تهز بقوة ضريح الزعيم الذي ظل طويلاً، واحداً من المعالم الأساسية للساحة الحمراء، ومقصداً للزوار من داخل البلاد وخارجها. وبعدما سارت السلطات في السنوات الماضية، خطوات لتحطيم الهالة الكبرى التي كانت تلف ما تبقى من الزعيم الشيوعي، زادت أخيراً، وتيرة الحملات المطالبة ب «طرده» من الساحة الحمراء التي «استوطنها» منذ وفاته في عام 1924، حتى «يرتاح» جسده المتعب في تحنيطه، ويريح كثيرين ما زالوا يرون في «تخليده» داخل الضريح الشهير تهديداً بأن الأيام الخوالي قد تعود فجأة. إذ لم تعد كافية في رأي المطالبين برحيل لينين من ضريحه، التدابير التي اتخذتها السلطات لتجاهل وجوده، ومنها رفع مراسم الحراسة الرسمية عن الضريح وإقامة ستار عملاق يحجبه عن الأنظار في كل مناسبة أو عيد.