أظهرت دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية على موقعها الإلكتروني أن «تيتان»، أكبر أقمار كوكب زحل التابعة، قد يحوي تحت سطحه السميك المتجمد محيطاً شاسعاً من المياه مع جيوب ممكنة من غاز الميثان، وذلك بفضل قياسات أجراها المسبار «كاسيني» خلال عمليات تحليق كثيرة. ويقوم «تيتان» بدورة كاملة حول كوكب زحل في غضون 16 يوماً فقط. وتمكن العلماء من درس شكل القمر وقياسه خلال محطات مختلفة من عملية دورانه. وبما أن «تيتان» ليس دائري الشكل، بل يميل إلى الشكل البيضوي، فإن محوره يتمدد عند اقترابه من كوكب زحل ويتقلص عند ابتعاده عنه ليصبح دائري الشكل تقريباً. وتُعزى هذه التغيرات إلى تأثير جاذبية زحل، وتدفع إلى الاعتقاد بأن باطن «تيتان» يحوي محيطاً مطموراً تحت سطح من المياه المتجمدة. ويوضح المشرفون على هذه الدراسة انه لو كان داخل «تيتان» مؤلفاً من الصخور والجليد لما حصلت هذه التغيرات. وكشف العلماء أيضاً أن «تيتان» يشهد حركة مد وجزر كبيرة جداً على سطحه المتجمد، ما يشكل مؤشراً إضافياً إلى أن المياه موجودة في باطنه. ويوضح لوتشيانو ييس من جامعة «سابيينزا» في روما والمشرف الرئيس على الدراسة أن «حركات المد والجزر هذه القوية تشير إلى أن ثمة طبقة داخل «تيتان» يرجح كثيراً أن تكون من المياه قادرة على تغيير شكل سطح هذا القمر، بأكثر من عشرة أمتار»، لو كان هذا القمر التابع صلباً كلياً فإن حركات المد والجزر لن تتجاوز المتر بسبب قوة جاذبية كوكب زحل، على ما أكد العالم. ورصدت حركات المد والجزر على «تيتان» من خلال متابعة حثيثة لرحلة المسبار «كاسيني» خلال تحليقه ست مرات على مسافة قريبة جداً من قمر زحل التابع بين عامي 2006 و2011. وهذه القياسات تأتي لتعزز فرضيات علماء كانوا يعتقدون بوجود محتمل لمحيط واسع من المياه تحت طبقة الجليد على سطح هذا القمر. ويعد عنصر المياه مهماً لتطور حياة جرثومية، إلا انه غير كاف.