لم يكن ممكناً افتتاح هذه الدورة من المهرجان الإسماعيلي من غير صلاح مرعي، وهو الذي يمتلك من اسمه في عالم السينما من الغنى ووفرة الحظ في معالجة ديكورات أفلام مهمة في تاريخ السينما المصرية، ما يؤكد أن الأسماء حتى لو تشابهت لا يمكن أن تقدم الشيء ذاته. فمن الصلاح يمكن اشتقاق جرأة الفلاح الفصيح المولود في المحلة الكبرى عام 1942، ليصبح تلميذ السينمائي الكبير شادي عبدالسلام، ولاحقاً أستاذ قسم تصميم المناظر السينمائية في المعهد العالي للسينما، حين يقدم على تشييد الديكورات وبناء عوالم الخشب والطين والمكمّلات الأخرى، ببصيرة متفتحة عاشها «التلميذ الأبدي» بشغف الأستاذ الواقعي المحب. هي الدورة الأولى من مهرجان الاسماعيلية التي تنعقد من دونه. ثمة نقص واضح في الاستعداد واستكمال رحلة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة هنا في المدينة البحرية. النقص يتجلى بغياب صلاح مرعي عن الادارة الفنية للمهرجان، ولهذا كان من الوفاء أن تقوم الادارة الجديدة بافتتاح هذه الدورة بمعرض استعادي عن صلاح يبرز أهم المحطات في تاريخ عمله بتصميم المناظر لأفلام مثل: «الجوع» لعلي بدرخان، «الحياة حلوة» لحلمي حليم، «عفاريت الاسفلت» و «بحب السيما» لأسامة فوزي، و «المدينة» ليسري نصر الله، وأفلام أخرى كثيرة صنع بعضها مجد السينما المصرية. صلاح مرعي علامة فارقة يمتلك من اسمه شجاعة السينمائي... وعودة بالذاكرة إلى الدورات السابقة من مهرجان الاسماعيلية، تكشف أن صلاحاً عاش ورحل بجرأة الفلاح ورومانسيته وتهوّره، طالما أن اسمه بقي يحلق في عالم الديكورات والمناظر الحية التي عاش فيها عمره بشغف لم يسبقه – ربما – أحد إليه في السينما التي عاش من أجلها وتذوّب فيها حد بقاء الاسم فقط، والاسم هنا علامة فارقة لا تحد.