هيمنت ذكرى المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، والفنان الراحل صلاح مرعي، على افتتاح فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة السبت في قصر ثقافة مدينة الإسماعيلية. وافتتح وزير الثقافة المصري صابر عرب معرضاً نظمه القائمون على المهرجان عن أعمال صلاح مرعي الفنية يتمضن صورا تعبر عن مشوار حياته الذي قدم فيه الكثير للسينما المصرية والديكور والإنجازات التي حققها في إدارته لعدد من المشاريع الفنية مثل إدارة المهرجان وإدارة سمبوزيوم النحت على الغرانيت في أسوان، وغيرها. وعرض فيلم تسجيلي عن صلاح مرعي في بداية حفل الافتتاح جمعت بعض لقطاته بينه وبين أستاذه المخرج الراحل شادي عبدالسلام صاحب فيلم “المومياء” الذي اختير بين أهم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية، إلى جانب عمله كمصمم للأزياء الفرعونية في الفيلم العالمي “كليوبترا”، والتي أدت دورها فيه إليزابيث تايلور. وهيمن طيف الأستاذ والتلميذ وأصدقائهما من خلال عرض ثلاثية “الطريق إلى الله”، وهي بعناوين “الحصن”، و”الدندراوية”، و”مأساة البيت الكبير”، وكلها تسجل للنص الديني الفرعوني الذي يظهر تطور الديانة في مصر القديمة وصولاً إلى فكرة التوحيد التي كان أمنحتب الرابع المعروف باسم إخناتون، أول من نادى بها. ويظهر ذلك في تسجيل الفيلم الأول للنقوش الهيروغليفية في معبد أدفو المخصص لعبادة الإله حورس، وفي الفيلم ثاني مع صور نقوش معبد دندرة المخصص لعبادة الآلهة حتحور، ويصور رحلتها بين معبدها ومعبد أدفو للقاء بزوجها حورس في مركبها فوق مياه نهر النيل. وتضمن الفيلم الثاني أيضاً استمرار الاحتفالية المصرية التي تناقلت عبر الأجيال وصولاً إلى عصرنا الحالي وتشكيل تيار صوفي يدعى الدندراوية يرتبط إلى حد ما باستمرار الاحتفالية المصرية القديمة بمناسبة رحلة حتحور السنوية من معبد دندرة إلى معبد ادفو. وقدم الجزء الثالث نقوشاً فرعونية من عدة أماكن تؤرخ لدعوة إخناتون التوحيدية، وربطها مع سيناريو شادي عبدالسلام الذي كتبه عن إخناتون، لكن لم يستطع أن يحوله إلى فيلم في حياته، لعدم توافر منتجين، ولم يستطع تلميذه الراحل صلاح مرعي تنفيذه أيضاً للسبب نفسه. وقام أنسي أبوسيف تلميذ عبد السلام أستاذ الديكور في المعهد العالي للسينما ومهندس الديكور المتميز في الكثير من الأفلام المصرية المهمة، بمقارنة هذه النقوش مع بعض المشاهد التي كتبها ورسمها شادي عبدالسلام في التحضيرات لفيلمه عن إخناتون. وشهد حفل الافتتاح استعراضاً راقصاً لفرقة الفنون الشعبية يعرض لتاريخ مصر منذ الفراعنة حتى ثورة 25 يناير 2011. وقدمت درع المهرجان ودرع اتحاد السينمائيين التسجليين المصريين لأرملة صلاح مرعي تكريماً له. وأعلن لدى تقديم أعضاء لجنة التحكيم تغيب رئيسة اللجنة مديرة مهرجان أمستردام السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية الهولندية إلى ديركس ليحل مكانها مؤسس برنامج “منظور إفريقيا” السينمائي الأمريكي الألماني هانز كريستيان مانك. ويشارك في عضوية اللجنة من العرب المخرج المصري إبراهيم البطوط والمخرج الأردني محمود المساد. وألقى وزير الثقافة كلمة أكد فيها على أن “الثقافة والفنون هي أساس تطور أي مجتمع، وبدونهما لا يمكن لأي مجتمع أن يرتقي علمياً وإنسانياً، ولا أن يرتقي بمستقبله”. وشدد رئيس المهرجان مجدي أحمد علي في كلمته على “أهمية الفن في مواجهة القوى الظلامية”، في حين أعاد مدير المهرجان أمير العمري التأكيد على شعار المهرجان في هذه الدورة “الطريق إلى الآخر” كرمز مهم في التواصل الثقافي بين الشعوب. ولوحظ تراجع عدد الضيوف الأجانب في هذه الدورة لتخوف معظمهم من الحضور إلى مصر في الوضع الراهن مقارنة بالدورات السابقة. وكان الحضور المصري أقل أيضاً، في ظل حال القلق والترقب بانتظار معرفة هوية الرئيس المقبل للبلاد. المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام أ ف ب | الإسماعيلية (مصر)