جدّد عدد من المثقفين السعوديين، مطالبهم بتفعيل الثقافة مع إعلان انطلاق مؤتمر الأدباء الثالث خلال الفترة المقبلة، الذي سيناقش جملة من القضايا التي تهم المثقف والأديب السعودي، ويشارك في فعالياته مجموعة كبيرة من الباحثين السعوديين والعرب. واقترح الشاعر علي الدميني «إنشاء اتحاد للأدباء والكتاب، يعمل على الدفاع عن حقوقهم وعن حرية التعبير والتفكير والإبداع. كما يحمي الأعضاء من أي إجراء تعسفي صادر عن رؤساء التحرير أو الجهات الرسمية، إما بالمنع من الكتابة، أو الفصل أو العقوبة. ويعمل هذا الاتحاد على إنشاء صندوق لمساعدة الأدباء والكتاب الذين يتعرضون إما إلى مشكلات مالية أو صحية، والعمل على تنظيم عملية المشاركة في الاتحاد من طريق الانتخاب، بعد وضع ضوابط للعضوية، وإعطاء العضو صلاحيات كاملة لإدارة أعمال ومهام الاتحاد، وتنظيم عملية المشاركات الخارجية في المؤتمرات والملتقيات الأدبية والثقافية»، مؤكداً أهمية «الفصل بين الاتحاد الذي يقوم على الانتخاب، والأندية الأدبية التي تديرها الدولة»، مطالباً ب«إعادة جائزة الدولة التقديرية، بحيث تكون مظلة واسعة تشمل مختلف الحقول الأدبية والفكرية والعلمية للنابغين والبارزين، وترصد لها جائزة مالية تليق بقيمة الكاتب وقدرة الوزارة، بحيث لا تقل عن مليون ريال». بدورها، اقترحت الشاعرة ثريا العريض أن «تؤسس رابطة للأدباء والأديبات السعوديين، وأن تحدد متطلبات العضوية في الرابطة، وأن تحدد علاقة أعضاء الرابطة بالأندية الأدبية، وأن تؤسس هيئة للنشر، وان تفعل مشاريع الترجمة إلى اللغات الحية، وأن تقنن مشاركة الأدباء في النشاطات العالمية، وأن يؤسس صندوق لمساعدة الأدباء عند الحاجة المادية وللعناية الصحية، وان ترشد معايير الفسح أو المنع عن النشر، لتواكب المرحلة الثقافية الراهنة». فيما يقول الأديب والكاتب حمد القاضي إن «حضارة وطننا ليست بناء وطريقاً ونماء مادياً، ولكنها حضارة إنسان وفكر وإبداع، وهي كما تشمخ على أرضها، منارات المصانع، تسمق في سمائها، منارات الجامعات والجوامع. من هنا كانت فرحة مثقفين بصدور الموافقة الكريمة على انعقاد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في شهر ذي الحجة المقبل، واحسنت اللجنة المنظمة في وزارة الثقافة والإعلام في اختيار الموضوع الرئيس لهذا المؤتمر «الأدب السعودي قضايا وتيارات» بكل المحاور المتفرعة عنه، الذي استشرفه كواحد من قبيلة المعنيين بالشأن الثقافي في بلادنا، ألا يتمخض المؤتمر عن توصيات يتم حفظها في الرفوف، بل اتطلع لأن يتم تفعيل ما يتوصل إليه المؤتمر، وتحويله إلى قرارات على الأرض، بحيث تنتقل التوصيات من الرواية إلى الرؤية، وتتم ترجمتها من الحديث عنها إلى جعلها حدثا يرتقي بالمنجز الثقافي السعودي، ويبلوره وينشره». ويتطلع القاضي أيضاً إلى أن تصاحب الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر ندوات وحلقات مصغرة، «تكون روافد تصب في نهر الأدب السعودي، تعريف ونشر، بحيث، تضيف إليه العديد من الرؤى التي تسهم في تحقيق أهداف المؤتمر، أتمنى أخيراً أن تولد من هذا المؤتمر دار نشر كبرى تكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني، ويتم دعمها مالياً من الدولة لكي تخرج أدبنا السعودي من إطاره المحلي المحدود، وتحلق به وتوزع الكتاب السعودي خارج بلادنا لدينا منجز ثقافي وأدبي وعلمي، يستحق النشر والتحليق في الفضاءات الثقافية العربية والعالمية، ولكن المعضلة هي تلك الصعوبات التي تواجه نشره في الخارج، سواء كانت مادية أو بيروقراطية. لو خرج المؤتمر بتوصية دار نشر سعودية كبرى، اعتبره حقق نجاحاً كبيرا وفاعلاً». وكان الشاعر عبدالله الصيخان أنشأ أخيراً على موقع ال«فيس بوك» ورشة عمل، لتلقي مقترحات الأدباء السعوديين حول مؤتمر «الأدباء الثالث»، وذلك بطلب من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي التقاه على الموقع. وأبدى الصيخان أسفه «لعدم وجود أدب للطفل السعودي، ما أوقع أطفالنا في فراغ ثقافي»، واعتبره «البذرة التي تنشئ المبدع في الميادين الحياتية كافة». وأضاف: «أدب الطفل يمنحه سعة في المخيلة، والخيال هو مظلة الإبداع، وغيابه أوقع أطفالنا فريسة للفراغ، وساقهم نحو الثقافة الاستهلاكية من طريق ما يردنا من ألعاب، أو في قبضة التشدد، والثقافة الظلامية»، مطالباً ب«الاستعانة بمنجز أدب الطفل العربي والإنساني العالمي». واقترح «إنشاء رابطة للأدباء، يكون التواصل من خلالها مع اتحاد الأدباء العرب، كي نكون على تماس مع التجربة ومع هويتنا العربية ونكرسها، ونقدم الوجه المشرق من تجربتنا إلى الأشقاء العرب، وتكون هذه الرابطة طريقنا إلى العالمية والوصول إلى الآخر بثقافتنا ورؤيتنا وبعدنا الإنساني». كما كرر ما طالب به قبل عامين من «إنشاء مراكز ثقافية تضم تحت مظلتها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة، وتعمل على تنشيط المكتبات العامة التي تخلو من الرواد». وأكد الصيخان أنه «ليس لدي تصور إلى الآن حول آلية تقديم المقترحات إلى الوزارة، هل سيتم من طريق ورقة عمل، أم ستتكفل الوزارة بذلك». وأبدى عدد من المثقفين الشباب تفاعلاً مع المجموعة على ال«فيس بوك»، مقدمين مقترحاتهم، واعدين بالعودة بالمزيد مثل الشاعر طلال الطويرقي، الذي قدم مقترحاً«أن يتحول المؤتمر إلى خلية نحل تجمع الشباب إلى الرواد كخطوة أولى، وأن يكرم فيه الرواد بشكل يليق بهم مادياً ومعنوياً»، واعداً بأن يعود إلى الموقع بمزيد من المقترحات. وقدم وزير الثقافة والإعلام على الموقع شكره للصيخان، وقال: «كل الشكر لجهود أديبنا الصيخان ولاقتراحاتكم القيمة وأفكاركم المضيئة التي كتبت والتي ستكتب».